حوار مع الروائي وحيد الساحلي
مقدمة
في ربيع عمره الأدبي، يطلّ علينا الكاتب الشاب وحيد الساحلي (مواليد 1999 – البقاع، لبنان) بجرأة الحالمين وإصرار المبدعين. من بيئة متواضعة دعمت خطواته الأولى، ومن رحلة مليئة بالتحديات الشخصية، شقّ طريقه نحو الكتابة، حاملاً همّ الإنسان وقضية المرأة وصوت المقهورين في رواياته. في روايته “تمرد أنثى” نلمس الصرخة الإنسانية ضد العبودية والحرمان، وفي “الروايات المفقودة” نجد الحكاية التي تكتبها الحرب والدموع والأمل. أمام هذه التجربة الواعدة، نفتح معه هذا الحوار لنسلط الضوء على مسيرته وأفكاره، ونقرّب القراء من عالمه الإبداعي.
—
الأسئلة
1.بدايةً، من هو وحيد الساحلي الإنسان قبل أن يكون كاتبًا وروائيًا؟
أنا شاب بسيط من البقاع، أؤمن أن الإنسان قبل أي لقب هو قلبه، تجاربه، وأحلامه. الكتابة لم تكن سوى مرآة لما أعيشه وأشعر به.
2.عانيت في طفولتك من صعوبات في القراءة والكتابة والتلعثم، كيف انعكست هذه التجربة على شخصيتك وحبك للكتابة فيما بعد؟
تلك المعاناة صنعتني، فقد علمتني الصبر والإصرار، وجعلتني أقدّر قيمة الكلمة أكثر من غيري، لأنها لم تأتِ بسهولة.
3.ما اللحظة الفاصلة التي جعلتك تتصالح مع اللغة العربية بعدما كانت بالنسبة لك “رعبًا يوميًا”؟
حين كتبت أول نص قصير وشعرت أنني عبرت عن نفسي بصدق، اكتشفت أن اللغة ليست عدوًا بل وطنًا آخر يمكنني أن أنتمي إليه.
4.كيف دعمتك عائلتك في رحلتك لتجاوز تلك التحديات؟
عائلتي كانت السند الحقيقي، آمنوا بي عندما كنت ضعيفًا، واحتفلوا بأبسط إنجازاتي وكأنها نصر عظيم.
5.هل تعتبر معاناتك في الطفولة دافعًا أساسيًا لبناء مشروعك الإنساني والفكري اليوم؟
بالتأكيد، الألم الذي مررت به جعلني أتعاطف مع الآخر وأكتب من أجل المقهورين، حتى لا يشعر أحد أنه وحده في معاناته.
6.في روايتك “تمرد أنثى” اخترت شخصية سارة كرمز للمرأة المقهورة، ما الذي أردت أن توصله من خلال هذه الشخصية؟
أردت أن أقول إن المرأة ليست كائنًا ضعيفًا، بل قوة قادرة على تغيير مصيرها ومصير مجتمعها إذا كسرت قيودها.
7.كيف تنظر إلى المرأة اليوم بعد أن كنت تعاني من رؤية مشوشة تجاه دورها في طفولتك؟
أراها اليوم شريكة في الحياة، وركنًا أساسيًا في بناء المجتمعات، ومن دونها لا يمكن أن يكون هناك توازن أو إبداع.
8.في “الروايات المفقودة” كتبت عن الحرب كذاكرة دامية، هل استندت إلى تجارب شخصية أم أنها وليدة الخيال والقراءة للواقع؟
هي مزيج بين الواقع والخيال؛ الواقع منحني الصور المؤلمة، والخيال ساعدني على صياغتها في رواية تحفظ الذاكرة وتضيء الأمل.
9.ما الذي يميز كتاباتك برأيك عن غيرها من الأصوات الروائية الشابة؟
ربما الصدق. أكتب بجرأة وشفافية، لا أخشى أن أكشف جراحي أو أواجه القضايا المسكوت عنها.
10.أنت تدرس التمريض حاليًا، فهل هناك صلة بين هذا التخصص الإنساني وبين كتاباتك الروائية؟
نعم، التمريض علّمني الإصغاء إلى آلام الناس بصمت، وهذا الإصغاء نفسه أحمله إلى كتاباتي لأمنح شخصياتي حياة حقيقية.
11.كيف ترى العلاقة بين الأدب والواقع؟ وهل تعتبر نفسك كاتبًا واقعيًا أم أنك تميل أكثر إلى الرمزية؟
الأدب انعكاس للواقع، لكنه ليس نسخة عنه. أنا أميل للمزج بين الواقعية والرمزية، لأمنح القارئ تجربة فكرية وشعورية في آن.
12.من هم الكتّاب أو الروائيون الذين أثروا فيك وألهموا تجربتك الأدبية؟
تأثرت بجبران خليل جبران بجرأته الروحية، ونجيب محفوظ بعمقه الواقعي، وغسان كنفاني بصدقه الإنساني.
13.ما التحديات التي تواجهها كشاب يدخل عالم الأدب والرواية في هذا العمر المبكر؟
أكبر تحدٍّ هو إثبات الذات وسط زحمة الأسماء، لكنني أؤمن أن الصدق والإصرار سيصنعان لي مكانًا يليق بي.
14.ما هي مشاريعك الأدبية المقبلة؟ هل تفكر في إصدار أعمال جديدة قريبًا؟
نعم، أعمل حاليًا على رواية جديدة تحمل بعدًا إنسانيًا وفلسفيًا، وأتمنى أن ترى النور قريبًا وتصل إلى القلوب.
15.وأخيرًا، ما رأيك في الملتقيات الأدبية، ولا سيما ملتقى الشعراء العرب، وما الدور الذي يمكن أن تلعبه في صقل تجربة الشباب المبدعين؟
هذه الملتقيات مساحة ذهبية للشباب، فهي تمنحنا منصة نعرض من خلالها أصواتنا، وتفتح أبواب الحوار والتلاقح الفكري بين الأجيال
حاورته من لبنان جميلة بندر
عضو ملتقى الشعراء العرب
محررة بمجلة أزهار الحرف