لقاء الكلمة والروح: ذكريات مع الدكتور عالي سرحان القرشي والدكتورة سارة الأزوري
في عام 2016 كان لي شرف التعرف إلى الدكتورة سارة الأزوري وزوجها الدكتور عالي سرحان القرشي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ثم انتقل التعارف إلى لقاء مباشر وجهاً لوجه في مدينة نصر بالقاهرة. وكان ذلك اللقاء بداية لصداقة إنسانية وفكرية تركت أثرها في نفسي.
لقد وجدت في الدكتور عالي سرحان القرشي (1371 – 1445هـ / 1952م – 14 نوفمبر 2023م) رجلاً كريمًا، محبًا للأدب والعلم، ناطقًا بالحقيقة، وصاحب حضور ثقافي لا يُنسى. فهو أحد أبرز النقاد والباحثين في المملكة العربية السعودية، وترك إرثًا ثريًا في مجال الدراسات الأدبية والنقدية. عمل أستاذًا للأدب والنقد في جامعة الطائف، وأشرف على العديد من الفعاليات الثقافية، وكان أمينًا لجائزة الشاعر محمد الثبيتي للإبداع، ورئيسًا للجنة الثقافية بجمعية الثقافة والفنون بالطائف، كما رأس تحرير دورية “مجاز” وشارك في تحرير دورية “سوق عكاظ”.
ومن أبرز مؤلفاته التي أغنت المكتبة النقدية العربية:
المبالغة في البلاغة العربية (1986م).
أنت واللغة (1991م).
طاقات الإبداع (1994م).
الرؤية الإنسانية في حركة اللغة (1996م).
رحلة الذات في فضاء النص الشعري القديم (2000م).
نص المرأة (2002م).
حكي اللغة ونص الكتابة (2003م).
أسئلة القصيدة الجديدة (2003م).
عكاظ وحي الإبداع وتجليات الوعي (2007م).
تحولات النقد وحركية النص (2009م).
تحولات الرواية في المملكة العربية السعودية (2013م)، وهو الكتاب الذي نال جائزة وزارة الثقافة والإعلام للكتاب عام 2014.
شخصية الطائف الشعرية (2016م).
المنتديات الثقافية في منطقة مكة المكرمة (2021م).
الأعمال الكاملة (2021م).
ولم يكن حضور الدكتورة سارة الأزوري أقل إشراقًا، فقد عرفتُ فيها شخصية أدبية ناقدة وقاصة تحمل مشروعًا ثقافيًا أصيلًا. وفي مجال الإبداع وجدتُ أن المرأة السعودية سجلت كثيرًا من الحضور اللائق بها على المدى الزمني الطويل الذي تابعت فيه طروحاتها، وقد ساهمت في العمل الثقافي عبر نادي الطائف الأدبي، حيث قدمت للمرأة وللثقافة استحقاقها؛ فقـاومت كثيرًا من العوائق ، واستطاعت أن تقدم للمرأة في بلادها وللمرأة في العالم معجمًا توثيقيًا مهمًا هو ديوان الشاعرات في المملكة العربية السعودية.
كما عرفت لها حضورًا بارزًا في الملتقيات الأدبية والثقافية داخل المملكة وخارجها، وقدمت أمسيات قصصية ومحاضرات في مصر والإمارات والمغرب والأردن، وأسهمت في الصحافة الثقافية عبر صحيفة الجزيرة السعودية. ومن أبرز مؤلفاتها:
طقس خاص (قصص قصيرة، 2005م).
نصف رجل (قصص قصيرة، 2010م).
ديوان الشاعرات السعوديات في المملكة العربية السعودية (2011م).
لقد سعدت بأن أهديتُ الدكتور عالي سرحان القرشي والدكتورة سارة الأزوري بعضًا من دواويني وكتبي، إيمانًا مني بأن تبادل المعرفة وتلاقي العطاء الأدبي هو ما يمنح العلاقات الفكرية بعدها الأصيل.
وإنني لأجد في هذا اللقاء والذاكرة التي يحملها دافعًا للوقوف وقفة جادة مع مؤلفات الدكتور القرشي بما تحمله من قيمة نقدية رفيعة، ومع إبداعات الدكتورة الأزوري بما تفتح من آفاق للسرد والمعاجم والتوثيق الأدبي. إنها لحظات تظل شاهدة على أن الكلمة الصادقة والفكر النبيل هما أرقى ما يورّثه الإنسان.