أنا بداية النص
هل الحوارُ ناضجٌ
أم ما يزالُ يترقّبُ حليبَ صدرِ الصفحات؟
سوف أبكي…
لا ضعفًا،
بل لأُرضِعَ البياضَ صبرًا،
وأُسكِتَ جوعَ الحروفِ الملقاةِ في المهد،
كي ينمو الحوارُ من هشيمِ الهمس،
إلى صلابةِ المعنى،
وتكبرَ الجملةُ كطفلٍ
يكتشفُ صوته.
لكن الحرفَ تمرّد،
رفضَ أن يرضعَ من صدري،
وقال:
“أنا لستُ يتيمًا،
أنا ابنُ الصمتِ حين يُفكّر،
وحفيدُ المعنى حين يُعاندُ القالب.”
ثم زحفَ على البياضِ
كطفلٍ بلا لعبة،
يكتبُ نفسهُ بدمِ التردّد،
ويصرخُ في وجهِ الهامش:
“أنا لستُ هامشًا…
أنا بدايةُ النصّ.”
فانكسرَ القلمُ من فرطِ الدهشة،
وتحوّلتُ من كاتبٍ
إلى قارئٍ مذهول،
أراقبُ الحرفَ وهو يُعيدُ ترتيبَ الولادة،
ويُعلّقُ على صدرِ الصفحة:
“لا أرضعُ… بل أكتب.”
بقلم الشاعر رضا بوقفة شاعر الظل
وادي الكبريت
سوق أهراس
الجزائر
الشعر اللغز الفلسفي