اقاليم الحنين
يشدّني وجعُ الحنينِ إلى المدى المفقود
أبحثُ في خيالكَ عن يقينٍ
لا يُرى…
عن حيرةٍ تمشي على قدمِ السؤالِ ولا تَعودْ
أجتاحني
وأنا أراكَ
تفتّشُ الكلماتَ في لغتي
كأنّكَ تشتري من نارِ أيّامي وعودْ
وتشدُّني
وكأنّما الموجُ
يكتُبُ في تلاطمهِ النشيدْ
وكأنّني
أختارُ من وجعِ المسافةِ نُطفتي،
وأظلُّ أنتظرُ الوليدْ
كلُّ الجهاتِ تدورُ
لكنّ بوصلتي
سقطتْ من القلبِ الوحيدْ
فأنا الذي هاجرْتُ من نفسي،
وسكنت فيك
لكي أعود
لكنني وبرغم حبي ما جنيت سوى الجحودْ
وتركتُني
طفلًا على شرفاتِ وهْمِكَ
رغم أصداء الوعود
وتركتَ صوتَكَ في دمي
ماءً يُبلّلُ صوتَ آهاتي،
ويُشعلُ في يديَّ سُهدٍ الحياة بلا حدود
من أينَ تبدأُ هجرتي؟
وإلى متى أمشي على خيطٍ
يؤرّخُ للضياعِ ولا يسودْ؟
أُصغي إليكَ كأنّك المعنى
الذي ضلّتْ حروفُ الكونِ عنه،
كأنّك الفرضُ الوحيدُ
بلا شهودْ
وأنا شهيدُكَ،
غير أنّك لم تعدْ
تدري بأنّي
كلّما لُذتُ القصيدةَ، كنتَ في جسدي الوقودْ
فاسكنْ كما شئتَ
القصيدةَ،
أو تشكَّلْ في البعادْ
بلا قصيد
من ذا الذي يحياك لا يُضنى،
ومن ذا في غيابكَ لا يسود؟
د. زبيدة الفول