مدن الفقد –
فقدنا الطفولةَ…
حين تساقطت الطائراتُ الورقيّة
في غيمٍ لم يَعُد يَضحك،
وحين ابتلعَ الزقاقُ ضحكاتِنا
كما يبتلعُ الغيابُ العُمر.
وفقدنا الوطن…
بيتًا صار ظلًّا على الخريطة،
وأذانًا غُرق في الضباب،
وزيتونةً تبحثُ عن يدٍ
تغرسُها من جديد.
وفقدنا الحبَّ…
لم تعد النظرةُ تُزهِّر،
ولا الهمسةُ تشعلُ ليلًا،
صرنا نُطارد مرايا مُتعبة،
وأرواحًا تتزيّن بابتساماتٍ مُستعارة.
حتى نفوسُنا…
تاهتْ في الغربة،
وغدونا غرباء عن وجوهِنا،
نستجدي ملامحَنا
من زجاجٍ لم يَعُد يعرفُنا.
ومع ذلك،
رغم الخراب،
ما زال في العيونِ بريقٌ صغير،
وفي القلوب جذوةٌ لا تموت،
كأننا نولدُ من رمادنا
في كلِّ انكسار.
✍ سَعيد إِبْرَاهِيم زَعْلُوك