عَلى ضِفافِ الحُلم
أيتها الزَّهرةُ البَعيدَة،
يا مَلامِحَ الفَجرِ حينَ يُولَدُ مِن حُطامِ اللَّيل،
يا بَقايا قَلبٍ يُشبهُ نَجمًا
أَطفَأَهُ غَيمُ الغُربةِ ثمَّ أَضاءَ في العَراء.
كَم سَألتُ الدُّروبَ عنكِ،
فما أَجابتْ،
كأنَّ الطُّرقَ غَدتْ صُمًّا،
والمَدينةُ كَتَبَتْ على جُدرانِها:
“هُنا يَسكنُ الغِياب.”
يا وِشاحَ الصَبرِ،
كيفَ صِرتَ رَثًّا تَتَساقَطُ خُيوطُهُ على كَتِفي؟
أَرقَعُهُ بِرَمادِ الأمس،
وأخيطُهُ بِدَمْعٍ يُشبهُ المِلحَ،
فلا يَستُرُني إلّا بالخذلان.
أقولُ لِلقَلب:
لا تَحزنْ…
فإنَّ الحُزنَ إنْ عَتَا، يُنجبُ بَذورًا من ضَوء،
وإنَّ الظُّلمَ إن طالَ،
يُوقظُ فينا مَلائِكَةً لا تَنام.
يا أُقحُوانَ الرُّوح،
إنْ ذَوى عُودُكِ في تُرابِ الغُربة،
فإنَّ ريحَ اللهِ تَكفيكِ ماءً،
وتَكفيكِ دُعاءً يُرفَعُ في السَّحر،
ويُستجاب.
فامضي،
كالنَّهرِ حينَ يَكسرُ سُدودَ الطُّغيان،
وامضي،
كالحَقيقةِ حينَ تُشرِقُ ولو أَغلقوا الأبواب.
سعيد إبراهيم زعلوك