“لحظة تأمل ”
خلود رجا مرعي
عند الشاطئ يطوف الموج…
فوق الرمال يمحي الطريق …
نقف عند حافة الشاطئ
كمن يقف عند حافة العمر
عمرنا يتناقض بين المد و الجزر
بين الماضي و الحاضر
وبين الفرح و الحزن …
نرسم فوق الموج ..من زوايا ذاكرتنا صورا”..
ولا يزال… الموج في عقولنا يطوف ..
يرسم ملامحا” غريبة” و أسرارا” نخبئها …
نحملها في أعماقنا …
مثلنا البحر .. يخبئ في أعماقه
أسرارا” كتيرة”..
لا يبوح بها..
صمته مريب …
لكن ثورته مجنونة”
يثور غاضباً جامحا” متمردا”..
يجرف بموجه و يغرق و يطوف ..
كم موجة” قد مرت بحياتنا و في عقولنا
ضاربة ” بفعلها كياننا و روحنا
ماحية” بمرورها كل ما كتب فوق رمال افكارنا
أليست أفكارنا كالأمواج
أليس كياننا كالموج
ألسنا كالبحر نطوي بأعماقنا أسرار
تلامس حواسنا و تشغل حياتنا
نغربل كموج البحر فوق الرمال أيامنا !
ما اجملك أيها البحر في بلاغة موجك !
كيف يقبل علينا يتدفق حنين ..
ألسنا كالملح ..نذوب في بحار أحلامنا ..
و نسابق الموج و نتحدى الرياح حتى لا تقتلعنا العواصف من جذورنا
نحن نكتب سطورنا فوق الشاطئ
و الموج يمحي ما كتبنا
تماما” ، كمرورنا على هذه الحياة
كعابري سبيل ، نترك أثرا ، يغيب مع الزمن و الوقت
أليس فينا من ملح البحار يقين ؟
و حكايا عابرة و غربة المسافرين!؟
كيف للبحر أن يلهمنا إلى ذاتنا!؟
فيتحدى صمودنا و صبرنا و نخشى الغرق فيه ..
في حرارة رماله يختزل ذواتنا..
فيه فصاحة الشموس و
أسرار الأرض
و هذا الكون الكبير
يطوي أسئلة الاعماق و غرائبها
نغوص فيه كما نغوص بأفكارنا فإما نغرق
أو ننجو بقوة إرادتنا .
ففي سكون البحار
.عظمة” و قوة”
و في عمق البحار حكمة”
و في ملح البحار صلابة”
تعلمنا أيها البحر .. كيف علينا أن نكون.
و نحن الغائبين عن أنفسنا !
نبصرك بعيوننا ..
و لا نراك ب بصيرتنا ..
فيك الكثير منا
و فينا الكثير منك
لكن قصر نظرنا و
و سطحية كينونتنا
تغيبنا عن عظمة وجودك
و إبداع خالقك
و فن حضورك
و موسيقى جوهرك…