في مقلَة الشمس
مُوَارِياً
الجاهِليةَ الأولى،
نَصَعَ ضَوْؤُها الشمسُ،
وازدانَ وجهُ الأرضِ كمَا لمْ يزدان
مِن قبْل…
لم تكنْ تِلكَ هِبةً فائضةً
قدَحتْها الطبيعةُ مِن شَرارِتها،
بلْ قدَراً حكِيماً سَنَّهُ خالقٌ عظيم…
حِينَ أرادَهُ الله داعِياً إليه بإذنه،
عطفَ عليهِ صفةً وسِراجاً مُنيراً،
ليتَجلّى شُمولُ معناه في كلّ زمانٍ
ومكان…
رَسَمَ نورَهُ
في مقلةِ الشّمسِ
بعمرِ دُنْيَتِنا المَتَاع،
لِيُسْتَضَاءَ بهِ في ظلماتِنا الحَوَالِك؛
تِلك العَصِيَّة على نورِها…
ها هُو نورُهُ تحتَ جفنِها،
كلَّما فتَحتْه، اسْتيقظَ مُشْرِقاً،
يُفَكِّكُ ما استَعصَى مِنْ طلاسِم الظلمات…
محمدٌ لمْ يكنْ جُزءاً مِن تاريخٍ مَضَى،
ولا تارِيخاً من جزئِهِ الإِحيَاء
في الذِّكرَى فَحَسْب…
هُو التاريخ كُلّه فِي ضوْئِنا المَاضيِّ
والآنَ والآتي…
هو الذي في وجْدانِنا كلّ يومٍ يُولَدُ،
فلْنُحِي ذِكرهُ ما حيّينا…
ولْيَكُن اليوم
أفضلُ أيامهِ الذِّكرَى
مَوْلِدُهُ الشّرِيف.
مصطفى عبدالملك الصميدي
اليمن