درويشة أنا
درويشةٌ أنا يا سيدي،
أغزلُ من الحرفِ وشاحي،
وأمشي على خيطِ الحلمِ،
لا أمضي خلفَ الرياحِ،
ولا أعودُ إذا ما انكسرَ جناحي.
أرقصُ للوقتِ كأنّه عاشقي،
وأرتّلُ حزني على طريقتي،
أخبئُ وجعي تحتَ عباءتي،
وأبتسم…
لأني اعتدتُ النهاياتِ،
حتى قبل أن تبدأ الحكاياتِ.
درويشةٌ…
لكنني أعرفُ طريقي،
أفتحُ البابَ لمن يستحقُّ،
وأغلقُه ألفَ مرّةٍ
بوجهِ من جاءَ متأخرًا عن نبضي.
أنا لستُ ضلعًا أعوج،
ولا ظلًا لظلٍّ عابر،
أنا امرأةٌ
تسكنها القصائدُ،
وتؤمنُ أن الكسرَ لا يُميت،
بل يُعيد ترتيبَ الأرواح.
درويشةٌ أنا،
لكنني إذا أحببتُ… وهبتُ،
وإن كُسرتُ… نسيتُ،
وإن خُذلتُ…
رفعتُ رأسي ومضيتُ.
فلا تغترّ بصمتي يا سيدي،
فأنا لا أضعفُ، بل أترفّع،
ولا أعودُ، بل أنجو،
أنا درويشة في الحب،
لكنني سلطانةُ كرامتي،
إن غادرت،
فاذكرني باسمٍ لا يشبه أي أنثى،
وقل: مرّت من هنا نارٌ…
وأحرقتني.
بقلم:فاطمة الزهرة الميلودي