هل تكون المرأة سيدة نفسها؟
منذ فجر التاريخ، ظلّ السؤال حاضرًا في وعي المجتمعات: ما مكانة المرأة؟ وهل هي سيدة نفسها حقًّا؟
كم من امرأة لها اب و اخ و زوج و أبناء، قد يكون منهم على قيد الحياة او كلهم ، او قد تكون مسافرة و وحيدة مهما تعرضت من مشاكل و و و ، يكون عقلها جيشها و حاميها .
تقدّم لنا النصوص الدينية ترتيبًا لحياة البشر يضع الرجل رأسًا للمرأة
يقول القديس بولس الرسول في رسالة كورنثوس الأولى: (11: 3)
” ..وأما رأس المرأة فهو الرجل…”
ويقول القرآن الكريم في سورة النساء (34)
الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ “.”
أما في القوانين القديمة، مثل شريعة حمورابي، فلم تُعطَ للرجل سلطة مطلقة على المرأة، بل حُددت حقوقها في الزواج والطلاق والممتلكات، وسلطة الرجل نافذة.
الفلاسفة والمفكرون بدورهم عبّروا عن رؤى متناقضة .
قيل عن سقراط إنه وصف المرأة بـ”الشر المطلق”، لكنه أيضًا قال :
“المرأة العظيمة هي التي تعلمنا كيف نحب عندما نريد أن نكره، وكيف نضحك عندما نريد أن نبكي، وكيف نبتسم عندما نتألم “.
(في هذه الحالة و في كثير من الاحوال ، الراي يبنى على الواقع و ليس في المطلق ).
أما جبران خليل جبران فكتب
.”لا تقوم الأمم ولا تُبنى الحضارات إلا على أكتاف المرأة”
ومع ذلك، يبقى أخطر ما يواجه المرأة هو العبودية .
تلك التي تتحكم بعقلها وجسدها ومصيرها.
ليست العبودية حكراً على الرجال، فكم من أمٍّ أعادت إنتاج خضوعها عبر تربية بناتها على الطاعة العمياء، فجعلتهنّ خاضعات لها ولزوجها وأبنائها. و لزوجها مستقبلا الحالة تستجر نفسها ،عندما تنشأ الأم على العبودية، يصبح الخضوع قانونها الثابت .و ان ثارت المرأة على وضعها تضرب ، تهان حتى ترضخ .
والتاريخ يشهد أن كثيرات من النساء كسرن هذه القيود، فصرن قائدات لجيوش، وحاكمات، ورئيسات دول على سبيل المثال لا الحصر ، قديما :
زنوبيا ملكة تدمر
اليسار ملكة صور و التي بنت مدينة قرطاجا في تونس بعد هربها من تسلط شقيقها عليها .
حديثا : المستشارة الالمانية اجيلا مركل المستشارة دام حكمها 16 سنة .
ملكة بريطانيا : الملكة اليزابيت الثانية ملكة بريطانيا دام حكمها حتى القرن الواحد و العشرين .
مارغريت تتاشر رئيسة الحكومة في بريطانيا في القرن العشرين.
انديرا غاندي رئيسة وزراء في الهند في القرن العشرين .
“علّم ابنتك تعلّم أمة، وهذّبها تصن نفسك وتصونك.”تقول الحكمة :
فالمرأة التي تمتلك عقلًا حرًّا هي سيّدة نفسها، حامية كرامتها، وصانعة مستقبلها. هي التي تزرع الوعي في أبنائها، وتبني بهم و معهم مجتمعًا سليمًا، منشئة حضارةً قائمة على الحرية لا على العبودية
ملفينا توفيق ابومراد
عضو اتحاد الكتاب اللبنانين
2025/9/11