دمشق الشام
أطفئ حرائق مهجتي ياساقي
فأوار قلبي من لظى أشواقي
والٱه مد من دنان مواجعي
والجمر نزف من ذرى أحداقي
حسناءُ ما مسَّ الزمان رداءها
إلّا بلثم من شذى الإشراق
نامت على صدر العروبة ظبية
حتى غدت كالدرِّ في الأعناق
مدّت لكلِّ القاصدين ذراعها
في لهفة الأخِّ الكريم الراقي
أرض من الأنعام يدفق خيرها
ومحاسن الأوصاف والأخلاق
بابٌ لمكَّة فالوفودُ كريمة
كم يشهد التاريخ للمشتاق
فيحاء تبقى للعراقة منهلا
ومن الأصالةِ سُدْرَةُ الأعراق
شامٌ يغرّد للسلام نزارها
طارت بها الأرواح في الٱفاق
شام العروبة حطَّمت أغلالها
مذ أذَّنت للفجر في الأبواق
لكنَّ درب العاشقين يقضُّه
ليل يغطي قِبلة الإشراقِ
سيل من الغدر المطبَّعِ قد بدا
يسري كسري الماء في الأنفاق
لكنّها الفيحاء يسمو ظلها
تاريخها للمجد في استحقاق
من قاسيون إلى دمشق رجالها
أسدّ وتنهل من حليب نياق
ومن السويدا للكرام مكانة
ما صانها إلا العزيز الراقي
فسلام حرفي كلما هبَّ الهوا
يصبو لشامٍ قاصدا إغراقي
وسلام قلبي للأميرة كلما
سالت دماء الفكر من أوراقي
أنا ما كتبت الشعر إلا مسَّني
عبق الهوى من طيبها الدفّاق
فريدة الجوهري لبنان