مصرُ منارةُ العروبةِ والوفا
يا مصرُ يسبقني الحنينْ
والنورُ يسطعُ في العيونْ
يا مصرُ يا دربَ العروبةِ والعرينْ
يا حضنَـيَ الدافئَ الأمينْ
كم فيكِ من سرٍّ يضيءُ العاشقينْ
والنيلُ عزفٌ والحياةُ له لحونْ
و هداك نور
في المدى لا يستكينْ
أرضُ الحضارةِ يا منارَ العارفينْ
تبقينَ حبّي واشتياقي واليقينْ
في كلِّ ركنٍ من حواريكِ الأمانْ
تسري الحكايا عن كرامٍ صامدينْ
أهرامُكِ الشمّاءُ تحرسُ مجدَها
وتقولُ: إنّا صانعو المجدِ المتينْ
والنيلُ في جريانهِ لحنُ الوفا
يعطي ويُعطي دون منٍّ أو شجونْ
يا مهدَ أمجادِ العروبةِ والهدى
يا منبعَ الإيمانِ
والفكر الرزين
في ليلِكِ الوضّاءِ يزهرُ موطني
ويعودُ فجرُ الحقِّ في القلبِ الحزينْ
تبقينَ دوماً في الضلوعِ حكايةً
تُروى على مرِّ السنينْ
شعبٌ عظيمٌ صابرٌ لا ينحني
يبني ويعلي رايةَ المجدِ المبينْ
من ثورةِ الأحرارِ فجركِ أشرقا
والنورُ في عينيكِ يمحو الظالمينْ
جيشُكِ المغوارُ سياجُ الحصونْ
حامي الديارِ ودرعُ كلِّ المخلصينْ
في كلِّ ساحةٍ نضرةٍ أنتِ المدى
ولكِ القلوبُ تردّدُ العهدَ الثمينْ
أجيالُكِ الخضراءُ تصنعُ نهضةً
وتخطُّ للأيامِ فجرً الساهرينْ
علماؤكِ الأفذاذُ نهرُ هدايةٍ
وحروفُهم سرُّ الفتوحاتِ المبينْ
والفنُّ فيكِ عراقةٌ وأصالةٌ
وصداكِ في الأسماعِ مثلُ الياسمينْ
في مسرحِ التاريخِ أنتِ حكايةٌ
خطّتكِ أقدارُ السماء بلا أنينْ
أطفالُكِ الأحبابُ جيلُ كرامةٍ
وعيونُهم مددٌ تعانقُ العيونْ
شمسُ الصباحِ على قناكِ حكايةٌ
بالنصرِ والتأميمِ والصوتِ المصونْ
والليلُ يحرسُ سرَّ وادي الطيبينْ
يا منبعَ الأرواحِ يا أرضَ الوفا
فيكِ التلاقي والمحبّةُ والحنينْ
في حفلكِ الزاهي يطيبُ لنا الغنا
وتعودُ أمجادُ الزمانِ على الجبينْ
ستظلُّ مصرُ على العهودِ منارةً
والشعبُ حرٌّ رغم فلسفةِ الخؤونْ
وحيد جلال الساحلي