عصر البداوةِ
يا ظلّنا المنبوذُ في قعر الزمان
من نحن غيرُ منازلٍ
ْنامت على صدرِ المكان
إسفينُ خيمتنا المُخلّعُ قد وهى
ْوجمارُنا سُحُبُ الدُخان
من نحن غير حبوب قمحٍ أنجبت
ْسهلاً فكان
فأتت مناجلُ قومِنا حصَدَتْ
ْفالريحُ مدّّ للعواصِفِ وامتدادٌ للهوان
ومرابعُ الغيمِ البعيدَةِ أمطرَت
فتكاثرَت وتموضعتْ
وسرى فحيحُ الأفعوان
غدَرت مناهِلُنا بنا
ْوبمثلهِ غدرَ البنان
ْعدنا إلى عصر البداوةِ والشتات
فاحملْ لخيمتِك الوحيدة وارتحل
ْدون الوداع
واترك هويَّتك القديمة هاهنا
في رحمِ جدَّتُكَ المُباعْ
كي لا يقالُ مُقاوِمٌ
كي لا يقالُ مناهِضٌ
يسعى لإلهابِ الصراع
يغتالُ أوردة الزمان
فاجعل منَ الذلِّ انتصاراً وارتحل
وامتطي خيل َ الضياعْ
يا أيُّها المنفيُّ في كلِّ البقاع.
فريدة توفيق الحوهري /لبنان