لِمَ غادرَ المجدُ
ـــــــــــــــــــــــــــ
لِمَ غادرَ المجدُ من أيدينا ياعربُ
كيفَ افتقدناه ضاعَ العزُ والحسبُ
لِمَ التناحرُ والإسلامُ وحدنا
والضادُ تجمعنا والدينُ والنسبُ
فتحُ الفتوحِ صنعناهُ بوحدتنا
ودحضَ السيفُ ما أوحتُ به الكتبُ
ياقرطبةَ الغربِ ياغرناطةَ هل كذبتْ
مآثرُ الأجدادِ في الحمراءِ ومااكتسبوا
تلكَ المآذِنُ في الأمصارِ شاهدةً
عن ذلك المجدُ في الآفاقِ تنتصبُ
هل تشخصُ الآثارُ من كذبِِ
أم يكذبِ العربُ والتاريخُ والأدبُ
أين الممالكُ ياإشبيليةَ هل نزحتْ
نحوَ الأقاصي إلى الأغرابِ تنتسبُ
لِمَ غادرَ المجدُ من أيديهمُ عبثاً
وتمزقوا في البعدِ واحتربوا
واليومُ لا شيءُُ سوى الذكرى تؤرقنا
فنذرفُ الدمعَ والأشجانُ تنتحبُ
نبكي على الأطلالِ والأطلالِ باكِيَةً
أسىىً على قومي بما نُكِبُوا
هل الغُلُو بسمِ الدينِ أخرنا
أمِ التطرفُ والإرهابُ والشَغَبُ
لِمَ انجررنا إلى فكرِِ يُجَرْجِرُنا
إلى الوراءِ بالأذيالِ ننسحبُ
لِمَ التقاتلُ والإسلامُ هذبنا
بنهجهِ السمحُ والأخلاقُ والأدبُ
هل العروبةُ يابغدادَ نكبتنا
أمْ أنهُ الدهرُ بالأجالِ يقتربُ
نبكيكِ ياصنعاءَ أمْ نبكي عُرُبتنا
أمْ حالنا سيانُ لا عُتْبَى ولا عتبُ
لِمَ افتقدنا اليومَ يابغدادَ هيبتنا
فتقاذفتنا الموجُ والأرزاءُ والكُرَبُ
ألمْ تكنْ تُرهبُ الأعدا كتائبنا
ويسكنُ البحرُ من إرعَادِنا وَجِبُ
وتهابنا الأشطانُ إنْ مَرّتْ فيالِقُنَا
وتخافنا الخلقُ والأكبادُ تضطربُ
لِمَ توالتْ نكبةُ الأرزاءِ ما برحتْ
تنفكُ حتى غاوَدَا الحُجُبُ
هُنَا العُرُوبَةُ يا بغدادُ ندفنها
ونسكنُ الجرحَ والأكبادُ تلتهبُ
ضاعتْ فلسطينُ وقد كانت بحوزتنا
ذُبٍحَتْ كرامتنا والقُدْسُ مُسّتَلَبُ
طلائعُ الرومِ في اليرموكِ زاحِفَةً
عادتْ إلى حِطٍيّنِ والراياتِ تنتصبُ
مَنْ للفتوحاتِ إنْ غَابَ فاتِحُنا
والعاصفاتُ الهُوجِ والأرزاءُ والريبُ
ياأسعدَ الكاملِ يارمزَ وحدتنا
إنا توحدنا والأعراب تحتربُ
بجهدك الميمونِ قد لملمتَ فرقتنا
وصنعتَ مالمَ تصنعِ الخطبُ
كمْ من شعاراتِ مزيفةِِ
ماتتْ وفيها الزيفُ والكذبُ
حققتَ للأجيالِ آمالاً تراودهمْ
بحكمةِِ منكَ يارمزها النجبُ
من منبعِ الأصلِ قد علمتَ أمتنا
أن الكرامَ فوق الأرضِ مانضبوا
عجائبُ الدنيا سبعُُ زِدْتَ واحدةً
فغدتْ ثمانُُ كلُها عجبُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شعر : محمدعلي الوصابي
اليمن