خلف الأشياء
عند ضفة النهر،
كانت سمكةٌ من حزن
تلوث الماء وشنق نفسها
بحبل ضفة الیاسة
ورجلٌ يرفعُ شباكًا قديمًا
حاملاً فيها مئات الهموم الكبيرة والصغيرة.
ليلةً ما، رأيتُ القمر،
بعد أن اغتسل في النهر
وانمحى لونه،
وحدها امرأةٌ وحيدة
حتى الصباح،
إلى جانب شجرةٍ نائمة،
كانت تتذكراحلام الاوراق
الذين حضروا ارواحهم
في الحزن الفصل
تتساقطوا
من الزمان عرفتُ الشمس
قبل أن يشرق
من خلف الجبال
كانت هناك ألوانٌ لا تُعد،
وكلّ لونٍ منها
كان حكايةً مختلفة لم تُروَ.
لكن الآن، لم أعد أستطيع
أن أتأملها،
ألوانُ الأضواء تتعکص الی وجه العزیزي
التي في العام الماضي
خنقت أنفاسهابالدخان
يا له من شعورٍ موجع
اعتقدان لاتاتي غیوم
ولانتزل قطرة من المطر
کم صعبة اری ایدین الریاح
ملئة بالازهارالمتساقطةالحدائق
لم يسأل أحد: لماذا الحياة
في نهايتها لا تترك إرثًا
سوى السيف والدم؟
كلّنا، بدلًا من التعمّق،
من صبر كلّ هذا الدم،
نعود نتذكر صحراءنا،
وتلك الطرقات التي سرنا فيها،
حيث أوصلنا حصانُ الدهر العاجز
إلى اللاشيء!
كلّنا ننتظر معجزةً
لن تقع أبدًا،
لم نرغب يومًا
أن نحيا خارج أحلامنا،
لذلك نبدأ من العدم
وننتهي إلى العدم!
يومًا ما، لم نفكر
في حلمٍ آخر،
لم نجرّب طريقًا مختلفًا،
حتى لم نستطع
أن نعيد أنفسنا للحظةٍ واحدة،
دائمًا عبر الشوارع
ننتظر ليالينا،
كان يبدو لنا
أن كل شيء في الليل
يمرّ بجمالٍ وصمت،
كان يبدو لنا أن السماء حين تنام
سنستطيع خداع النجوم
وتبديل أحزاننا
بهمسٍ رقيق.
أضواءُ النيون الملوّنة
تخمدُ هدوءَ الشوارع،
وتملأ حواسنا
بضجيج فنادق الخمس نجوم
وصخب بيع الوعي وشرائه.
رؤيةُ حارسٍ في الليل
تكفي لتملأ خيالنا
بالصرخات واليأس!
نباحُ كلبٍ
خلف بابٍ مغلق
لا يمنحني في عمري هذا
إلا ضيق المعنى،
الآن أعلمُ أن نظراتي
تمرّ عبر ممرّ الموتى،
ما أعجبَ هذا الإحساس،
لم أجرب الموت من قبل،
يا الله، ما هذا الشعور؟!
كلّ تلك الأحداث والقصص
كنتُ أستقبلها كحقائق،
لكنني الآن
أرى كل الحقائق
كما لو كانت حكايات!
الآن أعلم،
في الضوء والظلام،
أن سماء الأرض المريضة
لا ترى تغييرًا في ذاتها،
ولا وجع يساوي وجع الفهم!
ما أصعب أن تعرف
أن حلاوة الحلم الثاني مرّة،
وأن الصمت مظلةٌ
في وقت تمطرالضوضاء
احمق عندها مظلة حتی
تضم نفسها
هاژة البرزنجي
المترجمة پری قرداغي