قصيدة إلى مصر… نهرُ الحلمِ والروح
مِصر…
يا نَفَسَ الريحِ وروحَ القلب،
يا أرضَ النيلِ التي تُخبّئُ في مجراها أسرارَ الخلود.
بينَ صوتِ الماءِ وهمسِ الليلِ،
تولدينَ في قلبي إحساسًا
تعجزُ النُّجومُ عن تفسيرِه.
في شوارعِكِ،
يتكلمُ الشعرُ كما يتنفسُ العشق،
ويبتسمُ الناسُ،
كأنَّ الحُزنَ غابَ عن وجهِ الأرض.
تتراقصُ الحروفُ فوقَ حجارةِ القاهرة،
وتغني المآذنُ معَ نسماتِ الصباح:
“الحياةُ حلوةٌ… الحياةُ حلمٌ جميل
أتيتُ إليكِ لا سائحًا، بل قصيدةً تبحثُ عن نبضِها،
ألقيتُ نفسي في كفِّ النيل،
صِرتُ غبارًا، أمنيةً، وماءً بلا نهاية.
يا مِصر…
أنتِ بدايةُ القصائدِ ونهايةُ الحنين،
أنتِ الجسرُ بينَ الخيالِ والحقيقة،
فيكِ تُولَدُ الكلماتُ،
ومن عينيكِ يُزهرُ الضوءُ في قلبي.
يا أرضَ الجمالِ الأبدي،
يا لحنًا من الجنَّة،
أنا كلمةٌ صغيرةٌ في أغنيتِكِ،
أذوبُ في هواكِ كما يذوبُ الغيمُ في زرقةِ السماء.
سلامٌ عليكِ يا مِصر،
يا حلمَ الشعراءِ ومرفأَ الأرواح،
ما دامَ النيلُ يجري،
سيبقى اسمُكِ أغنيةً لا تنتهي.
پری قرداغي