الأربعاء, أكتوبر 8, 2025
  • أسرة التحرير
  • مجلة أزهار الحرف
  • مكتبة PDF
  • الإدارة
azharalharf – مجلة أزهار الحرف
  • الرئيسية
  • أخبار
  • أدب
    • النقد
    • التراجم
    • القصة
    • شعر
    • الزجل
  • الفن التشكيلي
  • اخترنا لك
  • تنمية بشرية
  • حوارات
  • فلسفة
  • مقالات
لا نتيجة
أظهر جميع النتائج
  • الرئيسية
  • أخبار
  • أدب
    • النقد
    • التراجم
    • القصة
    • شعر
    • الزجل
  • الفن التشكيلي
  • اخترنا لك
  • تنمية بشرية
  • حوارات
  • فلسفة
  • مقالات
لا نتيجة
أظهر جميع النتائج
azharalharf – مجلة أزهار الحرف
لا نتيجة
أظهر جميع النتائج
  • الرئيسية
  • أسرة التحرير
البداية أدب النقد

الشاعر عيسى النتشه: صوت فلسطين الشعري بقلم: أ. د. بكر إسماعيل الكوسوفي

ناصر رمضان عبد الحميد by ناصر رمضان عبد الحميد
أكتوبر 8, 2025
in النقد
الشاعر عيسى النتشه: صوت فلسطين الشعري بقلم: أ. د. بكر إسماعيل الكوسوفي

الشاعر عيسى عاشور النتشه: شاعر القضية والمقاومة

بقلم: الأستاذ الدكتور بكر إسماعيل الكوسوفي
E-mail: [email protected]
الملخص
تسعى هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على الحياة والإنتاج الأدبي للشاعر الفلسطيني عيسى عاشور أحمد النتشه (مواليد الخليل، 1944)، بوصفه نموذجًا للشاعر الملتزم بقضيته والمتفاعل مع محيطه العربي والإسلامي. تتبع البحث المنهج الوصفي التحليلي، من خلال استقراء سيرة النتشه الذاتية وإنتاجه الشعري والمسرحي المتنوع. تنقسم الدراسة إلى فصول تُعالج مسيرته التعليمية والعملية، وتحلل مضامين شعره الوطني والإسلامي، وتستعرض إسهاماته في مجال المسرح المدرسي ذي البعد التربوي والتاريخي. كما تُقَيِّم الدراسة الأثر الفكري والأدبي والثقافي للنتشه، مُبرِزَةً كيف مثلت تجربته الشخصية (مثل فقدان البصر وعودته) محطةً مهمة في تكوينه الإنساني والأدبي. وتخلص الدراسة إلى أن النتشه نجح، من خلال موقعه كمدرس وشاعر ومسرحي، في توظيف أدبه لخدمة قضايا الأمة، ممثلاً بروح المقاومة والانتماء التي تميز بها، مما يجعل تجربته جديرة بالتسجيل والتحليل في سياق تاريخ الأدب الفلسطيني المعاصر.
المقدمة
يمثل الشعر الفلسطيني أحد أهم الروافد في الأدب العربي الحديث، حيث تشكلت ملامحه عبر تفاعل عميق مع مأساة الشعب الفلسطيني وتطلعاته نحو الحرية والعودة. وفي هذا السياق، تبرز شخصيات أدبية كان لها دور فاعل في صياغة الوجدان الجمعي، والتعبير عن الهوية الوطنية والمقاومة بوسائل فنية متعددة. وتأتي شخصية الشاعر عيسى عاشور أحمد النتشه (1944) كأحد هذه الرموز التي توزعت عطاءاتها بين فلسطين والأردن وليبيا وقطر، حاملاً معه هموم وطنه وأمته.
تهدف هذه الدراسة إلى تقديم قراءة شاملة لحياة وإبداع النتشه، متجاوزةً السرد السيرة الذاتية إلى التحليل النقدي الذي يكشف عن طبقات المعنى في شعره ومسرحه، ويقيس أثره في المحيط الثقافي الذي عاش فيه. وتساؤلات الدراسة الرئيسية تدور حول: كيف انعكست سيرة النتشه الحافلة بالتنقل والتدريس على موضوعات إنتاجه الأدبي؟ وما الخصائص الفنية والفكرية التي ميزت شعره؟ وكيف يمكن تقييم إسهاماته المسرحية في سياقها التربوي؟ وأخيرًا، ما المكانة التي يحتلها النتشه في المشهدين الأدبي الفلسطيني والعربي؟
تعتمد الدراسة على منهج تحليلي يقوم على رصد السيرة الذاتية وتحليل النصوص الإبداعية (شعرًا ومسرحًا) في ضوء المناهج النقدية الموضوعاتية والتاريخية، ساعيةً لرسم صورة متكاملة لمسيرة أديب كان المدرسة والفن سلاحيه في معركة الهوية والوجود.
الفصل الأول: السيرة الذاتية والتكوين العلمي والمهني
1.1 النشأة والتعليم:
وُلد عيسى عاشور أحمد النتشه في مدينة الخليل بفلسطين في 13 يناير 1944. تنتمي عائلته، “النتشه”، إلى جذور تاريخية عميقة، حيث يُنسب الفضل إلى الجد الأكبر “أحمد النتشه” في الإسهام في انتصار صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين، مما أكسب العائلة مكانةً رمزيةً كحامية للحرم الإبراهيمي في الخليل. تلقى النتشه تعليمه الأساسي والثانوي في مدارس الخليل (أسامة بن منقذ، الأمير محمد، الحسين بن علي)، حيث أظهر تفوقًا علميًا جعله يحصل على الثانوية العامة بالمرتبة الثالثة عشر على مستوى المملكة الأردنية الهاشمية آنذاك.
2.1. الجامعي والتحول الفكري:
انتقل النتشه إلى القاهرة بهدف الدراسة في الأزهر الشريف، غير أنه اختار الالتحاق بجامعة القاهرة، حيث حصل على درجة الليسانس في الآداب من قسم اللغة العربية عام 1968 بتقدير “جيد جدًا مع مرتبة الشرف الثانية”. مثلت هذه الفترة محطة تأسيسية في تكوينه الثقافي، حيث تشبع بمناهل الأدب العربي القديم والحديث في واحدة من أعرق الجامعات العربية.
3.1. المسار المهني: التدريس كرسالة
المسار الوظيفي:
• المرحلة الأردنية (1968-1973): عمل مدرسًا للغة العربية والتربية الإسلامية في “الكلية العلمية الإسلامية” في عمان لمدة خمس سنوات. كانت هذه الكلية، التي كانت تستقطب أبناء النخب العربية والخليجية، بيئة خصبة لصقل موهبته التربوية، حيث أسهم في تحرير النشرات التربوية التي كانت تصدرها الكلية، مما وسع من دائرة تأثيره.
• المرحلة الليبية (سبعينيات القرن الماضي): انتقل للتدريس في ليبيا، حيث كانت “باكورة أعماله الشعرية” كما يذكر، متجهًا نحو كتابة الشعر الوطني ومدح الثورة. كما برز نشاطه المسرحي، حيث ألّف وأخرج مسرحيات تاريخية مثل “عمر المختار” و”سليمان الباروني”، وكان له دور بارز في تنظيم “أسبوع فلسطين” في مدينة زوارة، الذي قدم فيه مسرحيته “ثورة حتى النصر”.
• المرحلة القطرية (عشرون سنة): استقر في قطر للعمل مدرسًا للغة العربية لمدة عشرين عامًا. خلال هذه الفترة، أصبح صوته الشعري مسموعًا على نطاق أوسع، حيث نشر قصائد أسبوعية وطنية في صحف “الراية” و”الشرق” و”الرسالة الإنجليزية”. تميزت هذه الفترة بالغزارة الإبداعية والتركيز على القضية الفلسطينية وقضايا الأمة الإسلامية. كما ألف مسرحيته الشهيرة “محمد الدرة” التي حضرها الرئيس ياسر عرفات ونقلها التلفزيون القطري.
4.1. الابتلاءات: تجربة فقدان البصر وعودته
تعرض النتشه لحادث مؤسف في الأردن أدى إلى فقدانه البصر مؤقتًا، ثم منّ الله عليه بعودته أثناء علاجه في مصر. مثلت هذه التجربة الصعيمة منعطفًا وجوديًا في حياته، عبر عنها بقصيدة ذاتية مؤثرة بعنوان “ولدت أعمى وقد أبصرت”، والتي تمزج بين الفرح الشخصي واستعادة البصيرة تجاه قضايا الأمة.

الفصل الثاني: التحليل النقدي للإنتاج الأدبي: الشعر والمسرح
1.2. الشعر: صوت فلسطين المتجدد
يُعد الشعر الحقل الأبرز في إنتاج النتشه، حيث كتب أكثر من 150 قصيدة. ويمكن تحليل شعره من خلال المحاور التالية:
• الموضوعات المهيمنة:
o الوطني الفلسطيني: يشكل العمود الفقري لشعره. تتجلى فيه صور المعاناة في ظلّ الاحتلال، والحنين إلى مدينته الخليل (“يا خليلي يا عنب”)، وتمجيد الشهداء والمقاومين (قصيدة “إلى الشيخ أحمد ياسين”)، وتوجيه النقد اللاذع للتقصير العربي (“وا كوسوفا”).
o الإسلامي:
o الذاتي والتأملي: تمثل قصيدة “ولدت أعمى وقد أبصرت” نموذجًا فريدًا للشعر الذاتي الذي يحمل دلالات جماعية، حيث يصبح البصر مجازًا عن الوعي والإيمان.
• الخصائص الفنية: يتميز شعره بالثراء المعجمي والوضوح.
o اللغة: يتميز شعره بالثراء المعجمي والوضوح، مستمدًا مفرداته من التراث العربي والإسلامي، مع ميل إلى المباشرة في التعبير لضمان التواصل مع جمهور واسع.
o الصورة الشعرية: يعتمد على الصورة المرتبطة بالواقع الملموس (الأرض، الحجر، الشهداء) أكثر من الصور المجردة، مما يعمق الإحساس بالانتماء إلى المكان.
o البناء: يغلب على قصائده النسق التقليدي من حيث الاعتماد على البحر الخليلي والقافية الموحدة، كما في قصيدته الملحمية “دانة الخليج قطر” (1350 بيتًا)، مما يدل على تمكّنه من أدوات الشعر العمودي.
2.2. المسرح: توظيف التاريخ لأغراض تربوية
اتسم إنتاج النتشه المسرحي بالطابع التربوي والتاريخي، حيث وظف المسرح كوسيلة لتعزيز القيم الإسلامية والوطنية لدى الطلاب. يمكن تقسيم مسرحياته إلى نوعين:
• مسرحيات السيرة الإسلامية: مثل “إسلام عمر” و”إسلام خالد بن الوليد” و”إسلام بلال بن رباح” و”يوم السقيفة”، والتي تهدف إلى تقديم نماذج بطولية من التاريخ الإسلامي.
• مسرحيات القضية الفلسطينية: مثل “محمد الدرة” التي تجسد مأساة الطفل الفلسطيني، و”ثورة حتى النصر”. تميزت أعماله المسرحية بالبساطة في الحبكة ووضوح الرسالة، مما جعلها مناسبة للأوساط المدرسية.

الفصل الثالث: تقييم الأثر والإرث الفكري والأدبي
يمثل عيسى النتشه حالةً أدبيةً وثقافيةً تستحق التقييم من عدة زوايا:
1.3. الأثر الفكري والثقافي:
• المعلم الأديب: نجح في الجمع بين مهنة التدريس والإبداع الأدبي، فكانت المدرسة منبره الأول لنشر أفكاره وتربية جيل على حب اللغة العربية والانتماء إلى الهوية العربية الإسلامية.
• ناقل القضية: عبر تنقله بين الأردن وليبيا وقطر، أصبح سفيرًا غير رسمي للقضية الفلسطينية، حيث نقل معاناة شعبه وآماله إلى مجتمعات عربية مختلفة عبر الشعر والمسرح والمشاركة في الفعاليات الثقافية.
• الحفاظ على الذاكرة: ساهم شعره ومسرحه، مثل قصيدة “دانة الخليج قطر”، في توثيق جوانب من التاريخ المحلي للخليل وتاريخ قطر، مما يضفي على إنتاجه قيمةً توثيقيةً إلى جانب قيمته الفنية.
2.3. الأثر الأدبي والشعري:
• على الرغم من أن النتشه لم ينل حظًا واسعًا من الدراسة النقدية المركزة مقارنةً ببعض أقرانه، إلا أن إنتاجه الشعري الغزير والمتنوع يضعه في مصاف شعراء المقاومة الفلسطينية الملتزمين. تجربته تمثل حلقة وصل بين جيل الرواد وجيل الشباب، حيث حافظ على روح الشعر العمودي مع تطويعه للتعبير عن هموم العصر.
• المسرح المدرسي: يُعد رائدًا في مجال كتابة وإخراج المسرحيات ذات الطابع التربوي والتاريخي في البيئات المدرسية التي عمل فيها، مما وسع من مفهوم دور الأديب ليشمل الرسالة التربوية المباشرة.
3.3. الأثر السياسي والاجتماعي:
• عبر شعره الوطني، ساهم في تشكيل الوعي السياسي للجمهور العربي، منتقدًا التقصير داعيًا إلى الوحدة والصمود. حضوره في فعاليات مثل “معسكر 77” في عمان يؤكد انخراطه العملي في خدمة القضية الفلسطينية خارج النص الأدبي.
• على المستوى الاجتماعي، حافظ على ارتباطه بجذوره العائلية في الخليل، ممثلاً في “ديوان عائلة النتشه”، مما يجعله نموذجًا للشاعر المثقف المرتبط بمجتمعه المحلي وانشغالاته القومية في آن واحد.

الفصل الرابع: القصيدة المقاومة: قراءة نقدية في “وا كوسوفا” لعيسى النتشه
“وا كوسوفا”

يا جُرحًا في قلبي نزَفا
ونداءً من روحي هتَفا

قد مزِّقنا نُتَفًا نُتفَا
وتقَطَّعْنا كِسفًا كسَفا

(فبرشتينا) صارت حيفا
كفِلسطينَ اغتيلَت (كُوسُوفا)

أين الأحرارُ إذا نُسِفا
شرفُ الإسلامِ بنَوا شرَفا

هذا الصَّمتُ القهريُّ كفى

ما صوتُ القدسِ ينادينا
بل صوتُ الأختِ (برشتينا)
أتضيعُ كما ضاعت منَّا
بالأمسِ بلادٌ تَرثينا

أين الأنصارُ تثبِّتُنا
فرياح الصِّرب تعفِّينا

لم يبق لنا في موطنِنا
غيرُ الرحمنِ ينجِّينا

أضميرٌ حيٌّ يُنجِدُنا
مَن يُسعفُنا من يُؤوينا

يا ربِّ كفى ضاعَت كوُسُوفا

الصَّوتُ الهادرُ زلزالُ
والصمتُ الحائرُ قتَّالُ

والله الأكبرُ فعَّالُ
وفداءُ الوطنِ الأبطالُ

فالنفسُ تُقدَّم والمالُ
ولجند الله ستَنهالُ

سيعودُ إلى كُوسوفا الآلُ
وشعار الشعبِ: استِقلالُ

وبإذن الله سنَختالُ
بالنصر سيُهزم دجالُ

فالكلُّ ينادي وا كُوسوفا
المقدمة: الشعر كصوت للضمير الإنساني
في لحظات الانكسار التاريخي، حين تتراجع السياسة ويخفت صوت العدالة، ينبثق الشعر كصرخة ضمير، وموقف أخلاقي، ونداء إنساني يتجاوز الجغرافيا واللغة. قصيدة “وا كوسوفا” للشاعر الفلسطيني عيسى النتشه تمثل نموذجًا فريدًا لهذا الشعر المقاوم، حيث تتداخل فيها التجربة الفلسطينية مع مأساة كوسوفا، لتشكل خطابًا شعريًا يتجاوز المحلي نحو الكوني، ويعيد تعريف الشعر بوصفه فعلًا ثقافيًا وسياسيًا وإنسانيًا. في هذه الدراسة، نقدم تحليلًا نقديًا شاملًا للقصيدة، مستعرضًا بنيتها الفنية، ورمزيتها، وأثرها في الحقل الأدبي والفكري، وموقعها ضمن أدب المقاومة المعاصر.
التحليل النقدي التفصيلي للأبيات
1. الافتتاحية: الجرح والنداء
يا جُرحًا في قلبي نزَفا / ونداءً من روحي هتَفا
• يبدأ الشاعر بصيغة نداء شعري مباشر، حيث يتحول الجرح إلى كائن حي ينزف، والنداء إلى فعل روحي يتجاوز الجسد.
• التوظيف الرمزي للجرح والنداء يضع المتلقي أمام تجربة وجدانية مكثفة، ويؤسس للقصيدة بوصفها خطابًا إنسانيًا لا مجرد وصف سياسي.
2. تفكيك الذات الجماعية
قد مزِّقنا نُتَفًا نُتفَا / وتقَطَّعْنا كِسفًا كسَفا
• التكرار الصوتي في “نتفًا” و”كسفا” يعكس حالة التمزق والتشظي، ويعبر عن فقدان الهوية الجمعية.
• البنية الإيقاعية هنا تعزز الإحساس بالانهيار، وتُظهر كيف يتحول الوطن إلى أشلاء.
3. التماثل بين برشتينا وحيفا
(فبرشتينا) صارت حيفا / كفِلسطينَ اغتيلَت (كُوسُوفا)
• المقارنة بين برشتينا وحيفا تفتح أفقًا تاريخيًا وسياسيًا، وتربط بين مأساة كوسوفا والنكبة الفلسطينية.
• استخدام “اغتيلت” بدل “احتلت” أو “سقطت” يمنح القصيدة بعدًا أخلاقيًا، ويصور ما حدث بوصفه جريمة لا مجرد حدث سياسي.
4. غياب الأحرار وصمت العالم
أين الأحرارُ إذا نُسِفا / شرفُ الإسلامِ بنَوا شرَفا / هذا الصَّمتُ القهريُّ كفى
• الشاعر يطرح سؤالًا وجوديًا عن غياب الضمير العالمي، ويستنكر صمت الأمة الإسلامية.
• “الصمت القهري” تعبير مركب يدل على خضوع إرادي أو مفروض، ويعكس أزمة أخلاقية لا سياسية فقط.
5. القدس وبرشتينا: صوتان في نداء واحد
ما صوتُ القدسِ ينادينا / بل صوتُ الأختِ (برشتينا)
• هنا تتجلى عبقرية التوظيف الرمزي، حيث تصبح برشتينا أختًا للقدس، ويُعاد تشكيل الجغرافيا عبر القرابة الروحية.
• القصيدة لا تكتفي بالتضامن، بل تدمج القضايا في نسيج شعري واحد.
6. الضياع والخذلان
أتضيعُ كما ضاعت منَّا / بالأمسِ بلادٌ تَرثينا
• الشاعر يستحضر التاريخ العربي الحديث، ويُدين التكرار المأساوي للخذلان.
• “ترثينا” تعبير مأساوي يدل على أن البلاد نفسها تبكي أهلها، في قلب استعاري مؤلم.
7. الاستنجاد الإيماني
لم يبق لنا في موطنِنا / غيرُ الرحمنِ ينجِّينا
• يتحول الخطاب من السياسي إلى الإيماني، حيث يصبح الله هو الملاذ الأخير.
• هذا التحول يعكس يأسًا من الأرض، وثقة في السماء، ويعيد تشكيل الأمل ضمن أفق ديني.
8. الزخم الثوري والانبعاث
الصَّوتُ الهادرُ زلزالُ / والصمتُ الحائرُ قتَّالُ
• الشاعر يعيد تعريف الصوت والصمت، ويمنحهما طاقة تدميرية أو خلاصية.
• “زلزال” و”قتال” كلمات ذات طاقة حركية، تعكس تحول القصيدة من الرثاء إلى الثورة.
9. العودة والانتصار
سيعودُ إلى كُوسوفا الآلُ / وشعار الشعبِ: استِقلالُ
• القصيدة تنتهي بنبرة انتصارية، حيث يتحول الحلم إلى وعد.
• “الآل” هنا قد تشير إلى أهل كوسوفا أو إلى آل البيت، في توظيف رمزي مفتوح على التأويل.
أثر القصيدة في الحياة الفكرية والأدبية والثقافية والسياسية
• فكريًا: تطرح القصيدة أسئلة حول الهوية، والضمير، والعدالة، وتعيد تعريف التضامن بوصفه موقفًا أخلاقيًا لا مجرد تعاطف.
• أدبيًا: تمثل القصيدة نموذجًا للشعر المقاوم المعاصر، وتعيد توظيف الرموز الدينية والسياسية في بنية شعرية متماسكة.
• ثقافيًا: تفتح القصيدة أفقًا للتفاعل بين الثقافات، وتُظهر كيف يمكن للشعر أن يكون جسرًا بين الشعوب.
• سياسيًا: تفضح القصيدة الصمت الدولي، وتُدين التواطؤ، وتُعيد تشكيل الخطاب السياسي من خلال اللغة الشعرية.
• علميًا: يمكن اعتبار القصيدة مادة تحليلية في دراسات الأدب المقارن، وأدب المقاومة، والرمزية الشعرية.
الشعر بوصفه فعلًا أخلاقيًا
قصيدة “وا كوسوفا” ليست مجرد نص شعري، بل هي موقف أخلاقي، وصرخة إنسانية، وتجسيد حيّ لالتقاء القضايا العادلة في وجدان الأمة. استطاع عيسى النتشه أن يكتب قصيدة تتجاوز اللحظة، وتُخلّد الألم، وتُعيد تشكيل الأمل. في هذا التحليل، تتجلى أهمية النقد الأدبي بوصفه أداة لفهم الشعر لا فقط جمالياً، بل بوصفه خطابًا ثقافيًا وسياسيًا وإنسانيًا. إن “وا كوسوفا” تظل نداءً مفتوحًا، لا يُغلق إلا بانتصار الحق، وعودة الكرامة، وتحرير الإنسان.
الخاتمة
ختامًا، تؤكد هذه الدراسة أن عيسى عاشور النتشه لم يكن شاعرًا عاديًا، بل كان مثقفًا عضويًا، ومربيًا، ومسرحيًا، حمل هم وطنه فلسطين وأمته الإسلامية في كل محطة من محطات حياته. مثلت سيرته، من الخليل إلى القاهرة وعواصم العرب، نموذجًا للمثقف الفلسطيني المتنقل حاملًا رسالته. تميز إنتاجه الشعري بالالتزام بالقضية والوضوح في التعبير، بينما مثل مسرحه أداة فعالة في التربية والتوعية.
ورغم التحديات الشخصية التي واجهها، وعلى رأسها تجربة فقدان البصر، إلا أنها زادته إصرارًا على العطاء. يبقى إرث النتشه الأدبي والفكري ثروة تحتاج إلى مزيد من الجمع والدراسة النقدية المتعمقة. فهو يستحق مكانةً لائقة في تاريخ الأدب الفلسطيني الحديث، ليس فقط كشاعر للقضية، بل كمثقف شامخ استخدم أدبه وفكره في بناء الإنسان والدفاع عن الحق، ممثلاً استمرارًا لروح الجد “أحمد النتشه” الذي قلب الهزيمة إلى نصر في معركة حطين، فحفيده عيسى كرّس حياته لمعركة الوعي والهوية التي لا تزال مستمرة.
كلمات مفتاحية: عيسى النتشه، الشعر الفلسطيني، كوسوفا، الشعر الوطني، الأدب المقاوم، المسرح التعليمي، النقد الموضوعاتي، الخليل، الثقافة الفلسطينية.

كاتب الدراسة:
السفير والممثل السابق لكوسوفا لدى بعض الدول العربية
عضو مجمع اللغة العربية – مراسل في مصر
عضو اتحاد الكتاب في كوسوفا ومصر
E-mail: [email protected]

مشاركةTweetPin
المنشور التالي
دكتور أحمد عمر هاشم بقلم د. بكر إسماعيل الكوسوفي

دكتور أحمد عمر هاشم بقلم د. بكر إسماعيل الكوسوفي

آخر ما نشرنا

دكتور أحمد عمر هاشم بقلم د. بكر إسماعيل الكوسوفي
التراجم

دكتور أحمد عمر هاشم بقلم د. بكر إسماعيل الكوسوفي

أكتوبر 8, 2025
3

فضيلة الأستاذ الدكتور/ أحمد عمر هاشم – رمز من رموز الأزهر الشريف بقلم: الأستاذ الدكتور بكر إسماعيل الكوسوفي E-mail: [email protected]...

اقرأ المزيد
الشاعر عيسى النتشه: صوت فلسطين الشعري بقلم: أ. د. بكر إسماعيل الكوسوفي

الشاعر عيسى النتشه: صوت فلسطين الشعري بقلم: أ. د. بكر إسماعيل الكوسوفي

أكتوبر 8, 2025
17
على مشارف الأمل لغادة الحسيني بقلم رنا علم

على مشارف الأمل لغادة الحسيني بقلم رنا علم

أكتوبر 8, 2025
15
لبنان/ غادة الحسيني

ومضة /غادة الحسيني

أكتوبر 8, 2025
11
الإسقاط /ملفينا أبو مراد

الإسقاط /ملفينا أبو مراد

أكتوبر 8, 2025
4
  • الأكثر شعبية
  • تعليقات
  • الأخيرة

ليل القناديل /مريم كدر

يناير 15, 2024
ومضات /رنا سمير علم

رنا سمير علم /قصور الروح

أغسطس 11, 2022

ومضة /رنا سمير علم

أغسطس 11, 2022

الفنانة ليلى العطار وحوار مع أسرتهالمجلة أزهار الحرف /حوار مي خالد

أغسطس 23, 2023

ومضة

ومضات

زمن الشعر

عطش

دكتور أحمد عمر هاشم بقلم د. بكر إسماعيل الكوسوفي

دكتور أحمد عمر هاشم بقلم د. بكر إسماعيل الكوسوفي

أكتوبر 8, 2025
الشاعر عيسى النتشه: صوت فلسطين الشعري بقلم: أ. د. بكر إسماعيل الكوسوفي

الشاعر عيسى النتشه: صوت فلسطين الشعري بقلم: أ. د. بكر إسماعيل الكوسوفي

أكتوبر 8, 2025
على مشارف الأمل لغادة الحسيني بقلم رنا علم

على مشارف الأمل لغادة الحسيني بقلم رنا علم

أكتوبر 8, 2025
لبنان/ غادة الحسيني

ومضة /غادة الحسيني

أكتوبر 8, 2025

الأكثر مشاهدة خلال شهر

الشاعر السعودي بليغ عبد الله البحراني لمجلة أزهار الحرف حاورته من السعودية نازك الخنيزي
حوارات

الشاعر السعودي بليغ عبد الله البحراني لمجلة أزهار الحرف حاورته من السعودية نازك الخنيزي

سبتمبر 20, 2025
201

اقرأ المزيد
الكاتب عبد النبي الكرابزا لمجلة أزهار الحرف حاوره من المغرب محمد زوهر

الكاتب عبد النبي الكرابزا لمجلة أزهار الحرف حاوره من المغرب محمد زوهر

أكتوبر 6, 2025
107
أيام حُبلى /منار السماك

أيام حُبلى /منار السماك

سبتمبر 13, 2025
106
المهندس الشاعر مازن عابد لمجلة أزهار الحرف حاورته من لبنان عبير عربيد

المهندس الشاعر مازن عابد لمجلة أزهار الحرف حاورته من لبنان عبير عربيد

سبتمبر 22, 2025
83
منار السماك /الكتابة على وقع الانكسار

منار السماك /الكتابة على وقع الانكسار

أكتوبر 4, 2025
79
جميع الحقوق محفوظة @2022
لا نتيجة
أظهر جميع النتائج
  • الرئيسية
  • أسرة التحرير