مرآيا الغياب.
من أنتَ؟
سؤالٌ تردَّد في فلكِ الروحِ
كالموجِ يركضُ خلفَ النجيم
أأنتَ الذي في المرايا
يُشظّي الملامحَ
حتى يغنّي الرمادُ مقيم؟
أأنتَ الذي
حين يفتحُ فانوسُهُ
تتدلى الكواكبُ،
ويستيقظُ الحلمُ في عنقِ الريم؟
أنا كنتُ أرضًا
يقيّدها الملحُ،
كنتُ حصىً في مدارِ الحكيم،
فجئتَ،
فأطلقتَ منّي الطيورَ،
وأوقدتَ فيّ الزحامَ العظيم.
حاولتُ أن أستجيرَ بصمتي،
فأطبقَ حولي الظلامُ
وحينَ نطقتَ،
تساقطَ جدارُ العزيمةِ
وانهارَ صرحُ الجسيم.
قررتُ أن أستعيدَ اتزاني
عشراتِ مرّاتِ عمرٍ سقيم،
لكنّك كنتَ الإقامةَ في المنفى،
كنتَ الخرابَ الذي يستحيلُ
إلى أبدٍ مستديم.
أأبقى؟
أمِ القدرُ الآنَ يكتبُ موتَ الأماني
على دفترٍ من رميم؟
أأنجو؟
أم الريحُ تقتادُني
لصحراءِ غيبٍ عقيم؟
فأنتَ إذا غبتَ،
يبقى صداكَ
يضيءُ مجرّاتِ روحي
كأنَّ غيابَكَ في القلبِ…
حضورٌ سليم.
وسُلطانُ قلبي بلا جيشِه
غزا مهجتي،
وتركني على الدهرِ
بابًا قديم.
وإن جاءَ فصلُ الفراقِ،
سأبقى أرتّقُ بالانتظارِ
خرائطَ وقتٍ
تُضيءُ الغيومَ مقيم
د. زبيدة الفول.