ملاك فرجيوي… حين تُكتب الأرواح على قيد العطر
من بين الأقلام الشابة التي نسجت لنفسها طريقًا خاصًا في سماء الأدب الجزائري، تبرز ملاك فرجيوي، الكاتبة والمترجمة ذات الأربعة والعشرين ربيعًا، التي جعلت من الكتابة تنفّسًا، ومن الترجمة شغفًا، ومن الكلمة مرآةً تعكس عمق التجربة الإنسانية.
بدأت ملاك رحلتها الأدبية منذ أكثر من ست سنوات، مسيرة حافلة بالمشاركات في اللقاءات والأندية والمسابقات الأدبية، جعلتها تتنقّل بين عوالم الإبداع، وتخطّ على الورق ما يفيض به القلب من نبضٍ ووجعٍ وأمل.
عرفها القرّاء مترجمةً بارعة، إذ ترجمت روايتين من روائع الأدب العالمي: “الليالي البيضاء” لدوستويفسكي و**”دراسة باللون القرمزي” لآرثر كونان دويل (شارلوك هولمز)**، فمزجت بين جمال اللغة العربية وعمق الفكر الغربي في تزاوجٍ أدبيّ نادر الحضور في أقلام الشباب.
كما شاركت في عدد من الإصدارات الجماعية الورقية والإلكترونية، مثل “شطر من القلب” و**”التحدي الأزرق”**، قبل أن تُطلّ على قرّائها بأول عملها الورقي الخاص، مولودها الأدبي المنتظر “على قيد عطرك” — الذي يُعدّ ثمرة سنواتٍ من النضج الإبداعي والتجارب الوجدانية.
في هذا الكتاب، تأخذ ملاك القارئ في رحلة حسّية وعاطفية بين محطات القلب المختلفة: من دفء الحب والعشق، إلى انكسار الخذلان، ولوعة الشوق، ثم إلى لحظة النهوض والتعافي واحتضان الذات بكبرياء.
يتنقّل القارئ بين الصفحات كما لو كان يستعيد عطرَ حبٍّ قديمٍ لم يزل يسكن الذاكرة، فيجد نفسه أمام نصوصٍ نثرية تنبض بالعاطفة والصدق الإنساني، تكتب الحبّ كفعل نجاة، وتروي الفقد كدرسٍ للنضوج.
يقول عنوان الكتاب “على قيد عطرك” الكثير دون حاجة إلى تفسير، فهو بوحُ من عاش على أثرِ من رحل، واعترافٌ بأن الحب، مهما غاب، يترك فينا رائحة لا تزول.
كتابات ملاك فرجيوي تتميّز بلغتها الشفافة وصورتها الوجدانية العميقة، فهي لا تكتب لتملأ فراغ الصفحات، بل لتُعيد تشكيل الروح على هيئة كلمات. وكأنها تقول في كل نص: “أنا لا أكتب عن الحب، أنا أكتبه كما يُعاش، بكل وجعه وجماله.”
بهذا الحسّ الأدبي الناضج، تُثبت ملاك فرجيوي أن جيل الكُتّاب الشباب قادر على إحياء الأدب بروح جديدة، تجمع بين الرهافة والوعي، وبين العاطفة والنضوج، لتظلّ كلماتها على قيد العطر… لا تزول
ملاك فرجيوي
ملاك فرجيوي… حين تُكتب الأرواح على قيد العطر من بين الأقلام الشابة التي نسجت لنفسها طريقًا خاصًا في سماء الأدب...
اقرأ المزيد