الكاتبة أنفال شرقي – حين يفتح الخيال أبواب «المكتبة السرية»
من ولاية تبسة، حيث تمتزج الأصالة بروح الحلم، تطلّ الكاتبة الشابة أنفال شرقي، البالغة من العمر 17 سنة، لتثبت أن الإبداع لا ينتظر العمر، وأن القلم حين ينطق بالخيال، يمكن أن يصنع عوالم موازية تُدهش وتُلهم.
طالبة في السنة الثالثة ثانوي – شعبة العلوم التجريبية، اختارت أن تكتب أولى صفحات مسيرتها الأدبية بلغةٍ تمزج بين العربية والإنجليزية، في رواية فانتازية تحمل عنوان «المكتبة السرية – The Secret Library»، صدرت سنة 2025 عن دار رسائل للنشر والتوزيع.
– عن الرواية: رحلة إلى قلب الغموض
في عملها الأول، تخوض أنفال شرقي مغامرة جريئة في عالم الأدب الفانتازي، لتقدّم نصًّا يفيض تشويقًا وغموضًا، يليق بمحبي الأساطير، والأسرار، والظلال التي تهمس أكثر مما تُقال.
تدور أحداث الرواية حول قرية ساكنة تلفّها الأسرار، حيث تقع مكتبة مارسيانا، المكان الذي يشكّل نبض القدر الخفيّ.
وهناك، تعيش فتاة ينهشها الفضول، لا تعرف السكون، فتتبع همسات السرّ الدفين، غير مدركة أن كل اكتشافٍ يقودها ومعها رفاقها إلى متاهةٍ من الظلال، حيث كل خطوة نحو الحقيقة تُبعدهم أكثر عن الأمان، وتقربهم من المجهول.
> تقول الرواية في أحد مقاطعها:
“في قلب الصمت، كانت الكتب تهمس… لا شيء ينام حقًا بين الرفوف.”
هذه الجملة وحدها تختصر فلسفة العمل؛ عالمٌ حيٌّ بين الورق، يخبّئ في صفحاته أكثر مما يُقال، ويجعل من القراءة مغامرةً وجودية في أعماق النفس والقدر.
بين لغتين وعالمين:
ما يميز «المكتبة السرية» ليس فقط قصتها المشوقة، بل جرأة الكاتبة في الكتابة بلغتين – العربية والإنجليزية – لتجعل من عملها جسرًا بين القرّاء من مختلف الثقافات.
اختارت أنفال أن تخاطب العالم بلغة مزدوجة، لأن الخيال، كما تقول، “لا يحتاج ترجمة، بل قلبًا يؤمن بما وراء الممكن.”
أنفال شرقي: صوت الجيل الجديد
أنفال ليست مجرد كاتبة ناشئة، بل مبدعة تنتمي إلى جيلٍ جديد من الأدباء الجزائريين الذين يكسرون القوالب التقليدية، ويكتبون بأسلوبٍ عالميٍّ دون أن يفقدوا أصالتهم.
روايتها الأولى هي وعدٌ بميلاد قلمٍ روائيٍّ واعد، يملك حسًّا سرديًا قويًا، وقدرة على رسم العوالم الخيالية بلغةٍ راقية تجمع بين الشعر والغموض.
كلمة أخيرة:
«المكتبة السرية» ليست مجرد رواية فانتازيا، بل هي بوابة إلى عالمٍ يربط الواقع بالماوراء، والعقل بالخيال.
ومن خلال هذا العمل، تؤكد الكاتبة أنفال شرقي أن الحلم حين يُكتب بصدق، يتحول إلى حقيقة، وأن العمر لا يُقاس بالسنوات، بل بما يتركه صاحبه من أثرٍ بين السطور.
بقلم: ناعم زينب جيهان