أَنا مِنْ بِلادِ العَرَبْ
سعيدُ إِبْرَاهِيمَ زَعْلُوك
أَنا مِنْ بِلادِ العَرَبْ،
مِنْ بَنِي هَاشِمِ الكِرَامْ،
مِنْ نَسْلِ عَبْدِ المُطَّلِبْ،
أَصْلِي عَرِيقٌ،
وَنَسَبِي سِلْسِلَةٌ مِنْ ذَهَبْ.
أَبِي إِسْمَاعِيلُ،
وَجَدِّي الخَلِيلُ إِبْرَاهِيمْ،
وَلِي فِي المَجْدِ تَارِيخٌ عَظِيمْ،
فِي جَبِينِ الدَّهْرِ قَدِ انْكَتَبْ.
فَاسْأَلُوا الأَوَائِلَ عَنِّي،
أَنَا جَدُّ الجَدِّ،
لَا أَعْرِفُ اللَّعِبْ!
أَنا مِنْ بِلادِ العَرَبْ،
بِلادِ المَجْدِ وَالأَدَبْ،
بِلادِ الدِّينِ وَالحُبِّ وَالشِّعْرِ،
وَالْعِزِّ وَالنَّسَبْ،
بِلادِ العُلُومِ وَالمَعَارِفِ،
وَالضِّيَاءِ وَالأَدَبْ.
أَنا مِنْ بِلادِ الجَمَالْ،
بِلادِ المَحَبَّةِ وَالخَيَالْ،
بِلادِ الكَرَمِ وَالمَجْدِ وَالأَدَبْ،
أَنا مِنْ بِلادِ العَرَبْ!
أَنا مِنْ دِمَاءِ الشُّهَدَاءِ،
مِنْ صَفْحَةِ الكُتُبِ الخَالِدَةِ،
مِنَ القَصِيدِ الَّذِي يَتَغَنَّى بِاسْمِي،
إِذَا مَرَّتِ السُّيُوفُ العَنِيدَةْ،
أَنا الَّذِي فِي لَيْلِهِ
يَحْمِلُ القَمَرَ فِي جُرْحِهِ،
وَيَنْسِجُ لِلْغَدِ أُغْنِيَةً مَجِيدَةْ.
أَنا مِنْ بِلَادٍ
إِنْ حَكَيتُ عَنْ أَمْجَادِهَا،
انْتَفَضَتْ فِيَّ السُّيُوفُ وَالغَضَبْ،
وَإِنْ بَكَيْتُ عَلَى أَبْطَالِهَا،
هَتَفَ القَلْبُ فِي طَرَبٍ،
وَتَفَاخَرَ النَّسَبْ!
أَنا مِنْ بِلَادٍ
فِيهَا القَصِيدَةُ تُولَدُ مِنْ تُرَابٍ مُشْتَعِلْ،
وَفِيهَا الشَّهِيدُ إِذَا تَنَفَّسَ،
أَنْطَقَ الحَجَرَ… وَأَنْهَى التَّعَبْ.
أَنا مِنْ بِلادِ العَرَبْ،
أَحْمِلُ العِزَّةَ فَوْقَ كَتِفَيَّ،
كَالسَّيْفِ وَالكُتُبْ،
كَالصَّلَاةِ وَالحُبْ،
كَالنُّورِ فِي صَدَى الطَّرَبْ!
أَنا مِنْ بِلَادٍ
إِذَا مَا انْتَفَضَتْ،
يَهْتَزُّ مِنْ صَرْخَتِهَا الكَوْنُ وَيَرْتَعِبْ!
فَلَا تَسْأَلُونِي مَنْ أَنَا؟
أَنَا نَبْضُ أُمَّةٍ… تَصْنَعُ العَجَبْ!
أَنا مِنْ بِلادِ العَرَبْ!