🌹 مجازُ الأكوان🌹
هلْ مِنْ حُروفٍ تُستباحُ لِنُطْقِـكَ؟
كيما أُعرِّفَ ما يَفيضُ بِسِحْرِكَ
أنا لا أُحبُّكَ، فالهَوى مَعروفُهُ
أدنى مِنَ الأَفلاكِ في آفاقِكَ
لا، لا أهيمُ، فكلُّ شوقٍ هاجَني
عادَ اتِّقادًا مِنْ لهيبِ دمائِـكَ
ليس الصبابةُ ،وهي ضعفُ مُتيَّمٍ
وأنا تجاوزتُ المدى بعَنائِـكَ
يا منْ حملتَ النورَ في أنفاسِـهِ
ومشيتَ في لُجَجِ الوجودِ بظِلِّـكَ
يا مَهْدَ مِصْرَ، وعِزَّ بَابِلَ، يا الَّذِي
سِفرَ الحضارةِ في سُطورِ حروفكَ
فيكَ الفُراتُ تَدَفَّقَتْ أنغامُهُ،
والنِّيلُ نامَ على رُضَابِ شَفَاكَ
َتغْفُو بَعَلْبكّا عَلَى نَفَسِ العُلا
بَتْراءُ تَغْسِلُ صَخْرَهَا من صَمْتِـك
ِفي سِفْرِ نُورِكَ تَسْتَفِيقُ كَوَاكِبٌ،
وَيَخَافُ وَرْدُ الفَجْرِ مِنْ إِشْرَاقِكِ
أنتَ الَّذِي لَوْ جَمَّعُوا أَسْرَارَهُمْ،
مَا لَامَسُوا سِرًّا مِنَ الإِدْرَاكِكِ
يا مُطْلَقَ الأَزْمَانِ، يا سِفْرَ الهُدى،
يا مَنْ كَتَبْتَ العِشقَ في أزهاركَ
ماذا أقولُ؟ وكيفَ يُحْصِي عاشِقٌ
نَبْضَ الخلودِ إذا تَجَلَّى بابك؟
َفليَصْمُتِ الشِّعْرُ الَّذي أَنْطَقْتَهُ،
أَنْتَ البَيَانُ، ومَنهَلُ في رحْبِكَ
د. زبيدة الفول.