*القصيدة، منفًى داخليّ: قراءة أنطولوجيّة–تفكيكيّة في ديوان “سفر الرسائل المتشائلة” للشاعر: علي الشوابكة*
ثمّة عناوين نقف عندها، وكأنّنا نقرأ سِفْرَ استئذانٍ لدخول غرفةٍ مقدّسة من الذاكرة…
ولا أدري إن كنتُ قد دخلت ديوانَ “سفر الرسائل المتشائلة”، أم أنّني ما زلتُ واقفةً على عتبتِهِ، عند تلك الكلمةِ الأولى: “سفر”…
فهل هو السَّفر، بما يحملُه من تعب الرحيل، وارتحالِ المعنى، والغربة الوجوديّة التي لا تنتهي؟
أم هو السِّفرُ، ذاك الكتابُ الكبير الذي يُفتح كما تُفتح الكتب المقدّسة، محمّلاً باعترافاتٍ لا تقبل الشطب؟
لا يقف العنوان على حيرة لغويّة فقط، ولكنّه يُدخلنا مباشرةً إلى قلب الديوان:
كتابٌ من رسائل لا تنتظر ردًا،
النصوصٍ تُكتَب من هشاشة الحلم، ومن عمق الذات العربية في مفترق الطرق.
•رسائل الشاعر اعترافاتٌ هشّة، نداءاتٌ من لُبّ الذات، موجّهة إلى الأب، الأم، الوطن، الذات، القارئ، وحتّى اللغة.
• “المتشائلة”: استعارة ذكيّة من كلمة نحَتَها إميل حبيبي في روايته “المتشائل”. تجمع بين المتفائل والمتشائم، حيث الذات العربيّة عالقة دائمًا بين الأمل والتشظّي، بين أن تؤمن أن الغد أجمل، وأن تتيقّن من أنّه لا غد. لكنّها هنا تتحوّل إلى هويةٍ وجودية ممزقة، لا تنتمي لا للغدّ ولا للأمس.
بهذا العنوان، الذي يعدُّ خطابًا ميتا شعريًّا يعلن الشوابكة أنّ شعره خريطة نفسيّة لأمّة لا تعرف إن كانت تنهار أم تنجو، إن كانت تحلم أم تحتضر.
ديوان “سفر الرسائل المتشائلة”، الصادر عن وزارة الثقافة الأردنية عام 2008، يُقرأ بوصفه كُتيّبَ احتجاجٍ وجدانيّ كبير، أو أرشيفًا للغربة. يستخدم الشاعر علي الشوابكة قصيدة النثر لأنّ قصيدته ترفض النظام أصلاً. في الديوان، قصائد تتنفس، تتخبط، وتشتعل. يحضر المكان – مادبا، عمان، الشمال، الجنوب، الخليج – كمرآة لداخل الشاعر، فتتحوّل القصيدة إلى خارطة مجروحة. من هذا الباب – غير المستقرّ – بدأت رحلتي في قراءة متن الديوان الشعري بوصفه نصًّا مفخّخًا، لا يهادن، ولا يكتفي بوصف المأساة، إنّما يكتبها من لحم الذات، ما يجعلنا نتعامل مع الديوان كأنّه ” موقف وحوديّ” يتطلّب تفكيكًا وتأملًا. سنقترب منه عبر عدسة مزدوجة:
• قراءة أنطولوجيّة للذات في حال اغترابها
• وتفكيكيّة للبنية الشعريّة بوصفها حقلًا للمعنى الزلق، المتكسّر، الذي لا يستقر.
ومن خلال هذا التوتر المستمر في الديوان بين الذات والنص، والغربة واللغة، تتبلور أمامنا مفارقة جوهريّة تُحرض على السؤال:
إذا كانت الغربة قد تجاوزت حدود المكان لتقيم في اللغة والذاكرة والجسد،
فهل تُصبح القصيدة ـ كما في سفر الرسائل المتشائلة ـ محاولةً للنجاة،
أم شكلًا آخر للمنفى يتجلّى في اللغة؟
*أولًا: الغربة بوصفها تشظّيًا داخليًا*
في “سفر الرسائل المتشائلة”، لا نقرأ القصائد بوصفها نصوصًا مكتملة، بل بوصفها خرائط تشظٍّ، تُحاول فيها الذات أن تتلمّس حضورها وسط انكسارات المعنى وتفتّت المرجع، حيث تتجلّى الغربة، كبنية شعريّة وشرخ داخليّ يتكرّر في صور متعددة: من الجغرافيا والهوية، إلى الأب، والمدينة، واللغة ذاتها، انطلاقًا من هذا، يمكن تفكيك أبرز وجوه الغربة في الديوان ضمن محاور متعدّدة، تكشف كيف تتحوّل القصيدة إلى مرآة للشرخ الكامن بين الذات والعالم:
1_ الوطن بوصفه جرحًا دائمًا
• في قصيدة ” مرارة البلح” تنكشف ملامح الغربة كوجودٍ انشطاريّ دائم ويتبدّى منفى الجسد والهويّة، إذ يغادر الشاعر أرض الخليج، ولا يعود إلى وطنٍ آمن، إنّما إلى وطنٍ آخر “فيه تغترب الذاكرة عن جسدها”:
“كيف أعود؟ والغارقتان قدماي في وحل الخليج…
والراسختان قدماي في رمل الجدود…”
يتخطّى الخطاب هنا المفارقة اللغويّة، فنلحظ انقسامًا أنطولوجيًّا للذات:
القدم التي تغوص في “وحل المال” تقابل القدم الأخرى التي تسير فوق “رمل الأصل”، في صراع بين المنفى والحنين، فانقسام الذات بين الماضي العميق والجسد المستأجر، حيث لا الوطن يحتضن، ولا المنفى يُسعف.
ثم يفجّر العبارة الأكثر أنطولوجيّة في القصيدة:
“تأكلني غربتي عن وطني
وتأكلني غربتي في وطني”
هنا يبلغ الانقسام ذروته: الغربة لا تحتاج للمسافة، إذ تكفيها المدينة التي لا تعرفنا، والبيت الذي لا يحمينا.
المنفى لم يعُد في الخارج، لقد أصبح في الداخل، في اللحم، في اللغة، في تربة المعنى، الوطن موجود، لكنّه غير محتضن، غير مأهول، كأنّ حضوره، يُعيد نفي الشاعر مرةً أخرى.
2_ الأبّ والطفولة الممزّقة
•في قصيدة: “التبنّي المحرّم” يظهر انهيار سلطة الأب تتجلى قمة الانكسار في العلاقة مع الأبّ، حين يتحوّل الأبّ رمز الأمان، إلى كائنٍ هلاميّ من زمن مضى:
“أبتي: أوشكتها تي الأربعينا
وسراب هي أبراج المدينة
من لي إلاك يرسيها يقينا؟”
الأبّ هنا ليس فقط الأب البيولوجيّ، إنّما هو رمز الأصل، الأمان، والثبات.
وحين ينكسر الأبّ، تنكسر معه هويّة الابن.
القصيدة تعكسُ فقدانْ الجدوى من الرمزِ الأبويّ، وانزياحه إلى “الحنين المُحال”.
الأب أصبح سؤالًا.
والأبوّة رمز الحماية، غدت طيفًا رمليًا لا يُمسك.
وهنا نلمس تصدّع البنية النفسيّة للهويّة، لأنّ ما كان يجب أن يكون ثابتًا (الأب، المدينة، اليقين) تحوّل إلى سراب.
3_ المدينة كآلة استهلاك
•أما في قصيدة: *قدومي عن عمان* تظهر المدينة كمفترس حديث، أو آلة استهلاك.
*“في دلالة العنوان: عن لا من”*
“قدومي عن عمّان”
وليس: “قدومي من عمّان”
وهذا الاختلاف البسيط في حرف الجر “عن” بدلًا من “من” هو مفتاح دلاليّ كبير، ينبئ عن زاوية نظر الشاعر إلى المدينة، وعلاقته الملتبسة بها:
1. “من عمّان” = مغادرة واقعية، فيزيائية
لو قال الشاعر “قدومي من عمّان”، لفهمنا أنه:
• خرج من عمّان جسدًا
• يُخبرنا بمكان الانطلاق
• العلاقة محدّدة و”منتهية” من جهة واحدة، إذًا “من” تدل على انفصال جغرافي مباشر.
2. “عن عمّان” = مغادرة رمزية، مضطربة، ملتبسة
“قدومي عن عمّان” فيه:
• نبرة تحاشٍ أو تحاشد
• وكأنّ الشاعر لم يخرج من عمّان، إنّما التفّ حولها
• أو أنّه خرج وهو ينظر خلفه بحذر أو ندم أو خوف، “عن” هنا تُشير إلى:
• المسافة النفسيّة، لا الجسديّة
• إلى الخذلان أكثر من الرحيل
• إلى الاقتراب المؤلم والابتعاد القلق
دلاليًا: العنوان يشير إلى علاقة مأزومة،
“قدومي عن عمّان”
كأنّما يقول:
“أتيتُ من جهة عمّان، لكنّني لم أغادرها تمامًا… ولا احتوتني يومًا.”
فالمدينة، كائن رمزيّ، يمتص، يجرح، يُربك.
يقول الشاعر:
“أخشى قدومي إليها…
فقلبي تفخّخ بالعشق لعمان…
أخشى أن ينفجر شظايا…”
هنا المدينة أصبحت ساحة معركة داخلية،
والمحبّة نفسها صارت عبوة ناسفة.
كأنّ كلّ مشاعر الحب للمدينة تحوّلت إلى مرض عضال، إلى طاقة لا يمكن تفريغها إلّا بالانفجار، وعمان، رمز المدينة العربيّة الحديثة، تظهر كوحش يأكل العاشقين.
الخطوة نحوها، تنذرُ بانفجار داخليّ. فالمدينة تجاوزت كونها بقعة جغرافيّة ، لتصبح كيانًا معقّدًا يحوّل الحبّ إلى تهديد.
4_ اللغة المتشظّية – قصائد بلا يقين
كل قصائد الديوان مبنيّة على لغة “شبه مكتملة”، فيها ترك للفراغات، انقطاع في الجمل، كثافة في الصور الغرائبية.
اللغة لا تشرح بل تضيء فجوات المعنى، مثل:
“أجسادنا مثل زجاجات للخمر، ملقاة، فارغة…” ليست الصورة غريبة فقط، بل هي مرآة وجودية لجيلٍ بأكمله.
فالذات لا تعود مركزًا منتجًا للمعنى، بل حاوية استُنزفت ثم تُركت في العراء.
*ثانيًا: التواشج الفكري والشعري – تقاطعات الديوان مع أصوات أخرى عربيّة وعالميّة:*
إذا كان هذا التشظي قد تجلّى عبر القصائد في مستويات متعدّدة، فإنّه لا ينفصل عن أصداء فكريّة وشعريّة أوسع، تُضيء النص من خارجه، كما تتجاوب معه في العمق.
حين نُمعن النظر في الديوان، لا يمكن أن نقرأه في عزلة.
إنّنا نسمع صداه يتجاوب مع تجارب شعريّة وفكريّة عربيّة وعالميّة، يتقاطَع معها من باب التوازي الوجوديّ.
1_ مع إدوارد سعيد والمنفى بوصفه موقعًا فلسفيًّا
في كتابه Reflections on Exile (ريفلِكشنز أون إكزايل)، تأملات في المنفى: يرى سعيد أنّ المنفى ليس فقدان المكان، بل فقدان المعنى، ويتعامل مع المنفى، كوضع فلسفيّ طويل الأمد يجعل الذات تعيش التمزّق المستمر بين “هنا” و”هناك”، دون قدرة على الاستقرار.
المنفى عنده حالة وجوديّة وفكريّة يعيشها المنْفِيّ حتى بعد العودة.
وهذا ما نجده في قول الشوابكة:
“تأكلني غربتي عن وطني
وتأكلني غربتي في وطني”
وهذا هو بالضبط جوهر ما يسميه سعيد بـ”المنفى الداخليّ” — حيث الغربة لا تحتاج أن تغادر أرضك، تكفيك المدينة التي لا تشبهك، والأب الذي غاب، واللغة التي لم تعد وطنًا
هذا، ويتخطّى المنفى عند الشوابكة كونه حدثًا سياسيًّا ويعدّ جوهرُ الوجود العربيّ المتصدّع.
2-• مع ميخائيل باختين في تعدّد الأصوات (Polyphony)
ديوان الشوابكة لا يُكتب بصوت واحد، إنّما بصراعٍ بين أصوات متعدّدة وهذا ما يسمّيه باختين: ” النصّ المتعدّد الطبقات الصوتية”
حيث نجد في نصوص الديوان:
• حوارًا داخليًّا
• صراعًا بين الشاعر والمدينة
• نداءً ل:
•الطفلة
• الأب
• الوطن
• الحبيبة
• الذات
كلّهم يتكلمون، أحيانًا يتنازعون، والقصيدة تتحوّل إلى مشهد درامي داخليّ يتنازع فيه النداء والتذكّر والاحتجاج والإنكار، مما يمنحه طاقة سرديّة وشعريّة نادرة.
هذا الحوار الداخليّ الفوضويّ يُشبه الإنسان العربيّ في هشاشته وتردّده.
3_• مع أدونيس في نقد المدينة العربيّة
لطالما اتّهم أدونيس المدينة العربية بأنها خنقت الخيال وأجهضت المعنى، قتلت الروح الشعريّة، وحوّلت الإنسان إلى مجرد “مستهلك للحضارة”، لا صانع لها وأنّها أعادت إنتاج القمع بصيغ حضريّة.
وهذا الصدى يظهر عند الشوابكة بوضوح:
“عمّان تمتص رحيق العمر…”
المدينة، في نظر الشاعر، لم تعُد بيتًا، إنّما محرقة روحية، ومركزًا للفقد الهادئ… وهذا نوع آخر من الموت. فالمدينة، التي يفترض أن تكون الحضن، أصبحت آلة امتصاص، ومركزًا لفقد الأمان.
وهذه الرؤية تنسجم تمامًا مع موقف أدونيس من “موت المعنى في مركز السلطة”، وبخاصة في كتاباته عن الشعر والمدن.
4.مع محمود درويش وذاكرة المكان
• ونراه أيضًا يتقاطع مع محمود درويش : الذي ترك حصانه وحيدًا، فيما ترك الشوابكة طفلته بلا تراب، بلا ماء، بلا وطن.
في “لماذا تركت الحصان وحيدًا؟”، يرثي درويش الحلم والطفولة والرمز الجميل الذي تخلّت عنه البلاد.
بينما يكتب الشوابكة:
“طفلتي يتيمة الوطن…”
درويش يسائل الذاكرة، أما الشوابكة فيُعلن قطع الحبل السرّي معها.
هذه المقارنة تُظهر أنّ درويش يكتب من الحنين النبيل، أما الشوابكة فيكتب من ما بعد الحنين — من الخيبة، من لحظة لا يتذكّر فيها العربي كيف يحلم أصلًا.
*ثالثًا : ذروة التجلّي في قصيدة “ورقة اغتراب”*
وإذا كانت قصائد الديوان قد انشغلت بتفكيك الاغتراب في وجوهه المتعدّدة،
فإنّ قصيدة “ورقة اغتراب” تمثّل الذروة التعبيرية الأكثر صفاءً وكثافة،
حيث تتقاطع الذات واللغة والذاكرة في لحظة انكشاف كامل لا مجاز فيه.
في هذه القصيدة لا يبحث الشاعر عن معنى، بل يواجه الخسارة كما هي:
عارية، بلا استعارة، وبلا قدرة على التجميل
هي القصيدة المرآة، في الديوان لأنّها عودة إلى الجذر، حيث كلّ ما مررنا به من موتٍ رمزيّ: الأب، المدينة، الذاكرة… يتجمّع في هذا النص.
“أبداً صوب الشمال… فثم وجه الله”
الشمال هنا ليس مكانًا، وإنّما هو جهة الضياع الأقدس، الجهة التي صارت فيها الهُوية مشطورة، والاتجاه يُخبرنا بأننا “نسير”، لكن لا يُخبرنا إلى أين.
“فتمّ وجه الله…”
وهنا يبلغ النص لحظة نورانيّة، وليس دينيّة بالمعنى التقليديّ، لحظة عرفانيّة عميقة. كأنّما يبحث الشاعر عن الله متخطّيًا المساجد والسماء، لنجده يبحث عنه من جهة الحنين، في ذاكرة الوطن، في طفلة تتعثّر من دون ترابها، في شجرة زيتون لم تمسسها يد الاسمنت.
“هل ما زال المزاريون ينحتون من جبالهم مساكنا؟ أم أصبحوا يسكنون خرائط الماضي؟”، فإنه لا يعني الحجر والتراب، هو يعني تلك القدرة العجيبة للناس البسطاء على أن يصنعوا من القسوة معنى، ومن العدم انتماء. لكن هذا الزمن تغيّر، وتحوّلت الطفولة من “لعب بطينة الوطن” إلى “طفلة يتيمة الوطن”، محرومة من ماء “راحوبه”، ومن أن تزحف على تراب “مادبا” كما يليق بطفلة تُولد من رحم الأرض. هنا، لا يتحدث عن ناسه فقط، بل عن ذاته المتآكلة أيضًا
ففي قوله: “طفلتي يتيمة الوطن…استعارة نهائيّة للذات:
الجيل القادم مقطوع عن الأرض، عن الرمز، عن اللغة.
ولا خيار أمام الشاعر إلا أن يكتب، لأن الكتابة ، الطريقة الوحيدة لتأجيل السقوط.
القصيدة بوصفها مأوى موقتًا، في سفر الرسائل المتشائلة حيث لا خلاص، إنّما لحظة تأمّل في العبث الجميل.
القصيدة لا تُعيد للذات وطنًا، لكنها تمنحها لحظة تأمّل مشعّة في الرماد.
هي مأوى لا يسعنا إلى الأبد، لكنها تسعنا للحظة…وهذا وحده كافٍ، ربما، لكي نبقى على قيد الكتابة.
ورقة اغترابٍ” قصيدة مطبوعة على الوريد، قصيدة تُؤلم في صمت. وإذا كانت قصائد ديوان: “سفر الرسائل المتشائلة” “قد فخّخت الشعر حتى انفجر بلهيب المعنى” – كما قال مخلد بركات – فإن هذه القصيدة هي قلب ذلك الانفجار.
حين تنتهي “ورقة اغتراب”، لا ينتهي النصّ فيك. يبقى صداه يتردّد كما لو أنّك فقدتَ شيئًا من ذاكرتك فجأة. لأنّ علي الشوابكة لم يكتب ليُطرب، إنّما ليُربك، ليُسائل المعنى، ويضع القارىء أمام سؤال لا يملك له إجابة:
هل الوطن مكان، أم ذاكرة؟
هل الغربة هي البُعد، أم الخذلان؟
أم أنّ بعض الغربة… تبدأ حين يضعك الوطن على الرفّ؟
كانت هذه قراءتي في ديوان “سفر الرسائل المتشائلة” لتفتح بابًا في القصيدة، ربما لم أقل كلّ شيء، لكنّني وقفت حيث ارتجف المعنى.