مريم غازي… أنثى الحرف التي جمعت بين الفكر والعاطفة
من مدينة الرستميين بتيارت، تطلّ علينا الكاتبة مريم غازي كصوتٍ أدبي متفرّد، جمع بين رصانة الفكر ودفء الإحساس، بين العالم الأكاديمي المنظم، وعوالم الشعر الرحبة التي تتنفس من القلب.
هي أستاذة تعليم ابتدائي منذ عشر سنوات، غير أن رحلتها المهنية بدأت قبل ذلك في عالم الإدارة، حيث شغلت منصبًا إداريًا بكلية العلوم الاجتماعية والإنسانية بمصلحة الصفقات العمومية من سنة 2010 إلى 2015.
مسار أكاديمي متألق:
تحمل مريم في رصيدها بكالوريا علوم الطبيعة والحياة، وشهادة تقني سامٍ في الإعلام الآلي للتسيير بتقدير ممتاز، كانت فيها الأولى على دفعتها بجامعة ابن خلدون تيارت.
واصلت تألقها بتحصيل ليسانس في العلوم التجارية تخصص تسويق سنة 2010، وماستر في المالية والتجارة الدولية سنة 2022، وكالعادة كانت الأولى على دفعتها بامتياز، وهي اليوم تخطو بثقة نحو الدكتوراه، بخطى الباحثة الطموحة والعاشقة للعلم.
تتقن اللغتين الفرنسية والإنجليزية، وتمتلك قدرات عالية في التقديم والتعليق الصوتي، فضلًا عن موهبتها في الحكي الأدبي (الحكواتي).
من الصحافة إلى الإبداع:
بدأت مريم رحلتها مع الكتابة منذ أكثر من 18 سنة، لكنها انتظرت عام 2023 لتمنح العالم ثمار تجربتها الأدبية الناضجة. كتبت خلال مسيرتها أكثر من 15 بحثًا في العلاقات الإنسانية وعلم النفس، نُشرت في جريدة قسنطينة ومنصة الرقي الإلكترونية، ومن تلك التجربة وُلدت فكرة كتابها الإنساني “رسائل من القلب”.
خلال جائحة كورونا، قدّمت دروسًا في اللغة العربية عبر التلفزيون الجزائري، مساهمةً منها في دعم العملية التعليمية، ونالت تكريمًا على ذلك العمل التربوي النبيل.
عالم من الإصدارات:
للكاتبة ثمانية مؤلفات منشورة حتى الآن، تنوّعت بين الشعر، القصة، والتنمية الذاتية، وهي:
1. “آخر عشتار” – ديوانها الأول الذي فتح لها أبواب النشر، ويضم 78 قصيدة تمزج بين الحب والعتاب والأنوثة الجريحة. عنوانه يرمز إلى آخر عاشقة صادقة في زمنٍ لم يعد يعترف بمشاعر النساء.
2. “لا أحتاج وردًا، أنا الورد” – ديوان يفيض بالكبرياء الأنثوي والكرامة العاطفية، دعوة لأن تُقدَّر المرأة لجوهرها لا لزخرفها.
3. “مساءات مزهرة” – ديوان شعري عاطفي يعبّر عن انشطار الأنثى بين القلب والعقل، بين الوفاء والخذلان.
4. “بنات ألبُبِي” – عمل حميمي بلغة القلب، كتبت فيه عن الحب، الفقد، والشوق. العنوان مستوحى من “عروق في القلب” هي منبع الرقة والحنان.
5. “ما وراء السطور” – مجموعة قصصية ترصد بعمق خلفيات اجتماعية ونفسية وإنسانية من واقعنا العربي.
6. “رسائل من القلب” – كتاب تنمية ذاتية مفعم بالأمل والإصرار على التوازن والإيجابية رغم تحديات الحياة.
7. “اللّين سيرة الفراشِ” – ديوان غزلي راقٍ يحتفي بالحب الناضج والوفاء، نُشر بمصر عبر دار رونق وشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب ومعرض إسطنبول.
8. “تنطق عيناهَا” – ديوانها الأخير، عمل شعري ناضج يمزج بين عنفوان الكبرياء وسلطان الحب الصادق.
حضور عربي لافت:
شاركت مريم غازي أيضًا في كتاب جماعي دولي بعنوان “نزيف تحت الركام”، ضمّ نخبة من الأدباء العرب من العراق ومصر والأردن واليمن ولبنان وتونس وفلسطين، حيث تم اختيار قصيدتها “من قال إن الصواع قد سرق؟”، ونالت تكريمًا على ذلك في ولاية تيسمسيلت.
بصمة امرأة جزائرية ملهمة:
مريم غازي ليست مجرد كاتبة تكتب عن الحب أو الوجع، بل امرأة جزائرية واعية جعلت من القلم وسيلةً للشفاء والوعي والتأمل.
هي صوت أنثوي قويّ يعبر بصدق عن المرأة، عن مشاعرها، عن أحلامها، وعن قدرتها على الجمع بين الحنان والعقل، وبين العلم والفن، وبين الحرف والحياة.
ناعم زينب جيهان