اكتُبيني
اكتُبيني تراتيلَ عُمرٍ،
ضمّدي بالحروفِ انكساري،
واجمعي من شتاتي
بقايا الأثرْ.
اكتُبيني عصفورَ قلبٍ
أضاعَ الدروب،
لا مقرَّ لهُ
بينَ فصولِ الهوى.
كلّما لاحَ وجهُكِ،
نامتْ جراحي،
واستفاقَ الرجاءُ
على ضوءِ نهرْ.
علّقي في المدى أغنياتي،
واسقي الحُلمَ
من صدركِ العطرْ.
أنا فيكِ
معنى البداياتِ دومًا،
وفي غيبِ عينيكِ
يذوبُ السَّهرْ.
اكتُبيني سطرًا
بضحكاتِ المطرْ،
حين يضحكُ الضوءُ
في وجنتَي الفجر،
وحينَ يطوفُ المساءُ
على نافذتي
بصوتِ الحنينِ
الذي لا يَمُرْ.
أعيديني مطرًا
يتدفّقُ على البيادر،
يغسلُ وجهَ الحنينِ،
ويوقظُ في الترابِ
نشيدَ الحياةْ.
اكتُبيني أرضًا
تُنبِتُ من جرحي قمحًا،
ومن دمعي نرجسًا،
ومن صمتي
قُبلةَ ضوءْ.
اصطفيني ما شئتِ —
حُلمًا،
طيفًا،
أو صدى عُمرٍ…
لكن،
لا تنسي أن تنشري صوتي
على حبالِ الغيوم،
وتتركي بصماتهُ
على صفحاتِ السماءْ.
بدرية دورسن