رُمّاني، يا خريفَ روحي
بـهِمسِ ذاتِكَ، أيُّها الخريفُ،
تتسلَّلُ قُبلُ التُّفّاحِ من فمِ اللَّيلة،
ويكتُبُ المطرُ نَفَسَهُ على زجاجِ النوافذِ كأنَّهُ اعترافُ عاشقٍ مُتأخِّر.
رُمّانُ الأزقّةِ يتدلّى من أنفاسِ النعاس،
والأوراقُ تصفّقُ للحُزن،
والغروبُ يُشعلُ وجناتِ القلوبِ بما تبقّى من دفءِ القُبَل.
يا خريفَ الرُّوح،
ثمّةَ مساءٌ لا يتبدَّل،
يسكنُ ذاكرتي كبرعمٍ لم يُولد بعد.
تَركتَ على شعركَ أثرَ غُصنٍ حزين،
ربطتَهُ بشريطٍ من لونِ الرُّمّان،
حتى صارَ عِقداً في عنقِ النَّسمة،
وأنا… أناديكَ:
رُمّانُ قلبي، يا لهيبَ الشفاهِ الحمراء!
رُمّان، رُمّان، رُمّانُ قلبي…
وهجُ وجنتيكَ يسكُنُ أنفاسي،
يحوِّلُها إلى قُبَلٍ صغيرةٍ تتناثرُ على وجهِ الغيم.
أيُّها الخريف،
في سجنِ ضِيقِي أنتَ،
أوشِكُ أن أذوبَ فيكَ،
أتبعُكَ بصَدى خطاكَ،
ولا أستطيعُ الهربَ من قُبلِكَ المعلَّقةِ في ذاكرتي.
قُلْ للرِّيحِ،
حين تهطُلُ أوّلُ قطرةٍ من المطر،
أن تكتُبَ اسمي معكَ…
في دمِ الحنين،
وفي قلبِ القصيدة التي تحملُ اسمَكَ
پري قرداغي