قصة قصيرة
بعد رحيل جدها، غمرت هند مشاعر الحزن العميق. كانت علاقتها به فريدة، فقد كان شريكًا لها في الأسرار والذكريات. كانت تستمع إليه باستمتاع وهو يروي لها قصصًا عن طفولته، وعن الأشخاص الذين عاشوا في حياة جدها. في أحد الأيام، بينما كانت تبحث في أغراضه القديمة، عثرت على رسالة مخبأة في حقيبته. كانت الرسالة موجهة إليها، وتتحدث عن صديق قديم يُدعى إحسان، جمعتهما ذكريات وأحلام مشتركة.
أثارت الرسالة فضول هند، وتساءلت عما إذا كان إحسان لا يزال حيًا. بدأت تتخيل كيف يمكن أن يكون شكله، وما هي القصص التي يمكن أن يرويها لها. بعد أيام، وفي تجمع عائلي، رأت هند رجلًا يشبه جدها في ملامحه، يجلس في زاوية الغرفة، منهمكًا في تصفح الصور القديمة. شعرت براحة غريبة تجاهه، وعندما سألته عن اسمه، قال لها إنه إحسان.
كانت الصدمة كبيرة، هل يمكن أن يكون هذا الرجل هو إحسان الذي تحدث عنه جدها؟ بدأت هند تتحدث معه، وتسأله عن ذكرياته مع جدها. بدأ إحسان في سرد قصص عن طفولتهما المشتركة، وعن الأحلام التي كانا يتشاركانها. استمعت هند بذهول، وكأنها تعرف هذا الرجل منذ زمن طويل.
مع كل كلمة، شعرت بأن جدها يعيش من خلاله. وجدت نفسها تشعر بالحزن على السنوات الضائعة، ولكنها في الوقت نفسه كانت تشعر بالامتنان لاكتشافها هذا الجزء من تاريخ عائلتها. بدأت تتحدث مع إحسان، وتسأله عن ذكرياته، وتستمع بكل كلمة يقولها، وكأنها تستعيد جزءًا من تاريخها الخاص.
في تلك اللحظة، شعرت بأنها وجدت جزءًا من جدها الذي فقدته، وبدأت تتشكل روابط جديدة مع هذا الرجل الذي حمل ذكريات الماضي. بدأت تتساءل عن الأشياء التي يمكن أن تتعلمها منه، وعن القصص التي يمكن أن يرويها لها. كانت تشعر بأنها وجدت كنزًا ثمينًا، وهو فرصة للتعرف على جزء من تاريخ عائلتها الذي لم تكن تعرفه.
مع مرور الوقت، أصبحت هند وإحسان أقرب إلى بعضهما البعض. كانت تستمع إليه باستمتاع وهو يروي لها قصصًا عن الماضي، وتشعر بأنها تعرف جزءًا من جدها الذي فقدته. كانت تشعر بالامتنان لهذا الرجل الذي حمل ذكريات الماضي، وجاء ليعيد لها جزءًا من تاريخها.

















