قراءة أدبية موجزة ومحتملة لقصائد الهايكست/ مصطفى عبدالملك الصميدي، مع ملاحظات تقنية وجمالية تساهم في فهمها وتذوقها.
الدكتور. عادل جوده/ العراق/كركوك
١ ) ليل بهيم
رقصة بيضاء دائرية
هالة القمر
الصورة والـمَغزى :
ليل بهيم يفتح المجال لرؤية بياض دائرة القمر كرقصة دائرية. التلاعب بالحركة والهدوء يخلق إيقاعاً بصرياً صرفاً مشابهاً لحركة الرقصة الهادئة في فضاء الليل.
الالتقاط البلاغي :
استعمال الصفات القمرية: ليل بهيم، هالة القمر.
صورة رقص بيضاء دائرية: توحي بالنقاء والاكتمال، وتكرار الحلقات يخلق إحساساً بالاتصال الكوني.
التجربة الشعرية :
يسهم في بناء مزاج هدوءٍ مهيب، أقرب إلى التأمل.
٢) في الحي
لا يتحرك شيء سوى
ظلال المباني
التضاد البصري :
الحركة الوحيدة الظلال، بينما لا يتحرك شيء آخر، ما يعزز إحساس السكون والجمود.
التصوير المكاني :
حي كعالم مصغر يثبت الواقع بمقاييس الصورة والظل.
التأويل الممكن :
قد يعكس صفاء المدينة في الليل، أو إحساساً بالعزلة والجمود الاجتماعي.
٣) لذيذ وصعب المراس
مثل الحب تماماً
عناقيد العنب
المقارنة والطباق :
الجمع بين المتناقضين (اللذة/الصعوبة)، وهو تقني شائع لإبراز عمق الحب.
التجسيد الحسي :
العنب كرمزية للنضج والوفرة، وصفات الحب كشراسة اللذّة وتحدّيها.
الإيقاع :
ثلاثية أسبوعية بسيطة تتيح قراءة سلسة وتوضيح المعنى العاطفي.
٤) يتعمَّد الإزهار
كلما داهمه الخريف
قلبی
الطبيعة كمرآة عاطفية :
الإزهار مديد، والخريف يعاكس الربيع داخلياً، فيعكس صراعاً داخلياً بين دوام الحياة وتلاشيها.
التناوب الموسيقي :
فعل يتعمَّد يضفي قصدية وعمقاً زمنياً على الحدث.
التأويل :
قد يكون الخريف رمزاً للتغير أو فراقاً، والقلب مرآة للألم أو الأمل.
٥) شروق–
على ضفة نهر
يستحِمّ النرجس
الصورة والصفاء :
الشروق على نهر ونرجس يستحم يضفيان إحساساً بالنقاء والتجدد.
المعمار البصري :
ضفة النهر كحدود مكانية، والشروق كحدث حاسم يفتح اليوم.
الانعكاسات:
النرجس كرمز للبراءة أو الذكريات، والضفاف كمكان للانعكاس الداخلي.
٦) في وطني
كل الأشجار عارية
حطب جهنم
المفاجأة الشعريّة :
تحويل العري إلى حطب جهنم يصدم المعنى التقليدي، ويكشف عن قسوة الوطن في صورة رمزية.
العناصر الرمزية :
الأشجار العارية ترسم مشهد قسوة أو قلة الحياة، والحطب رمز للعذابات أو التدمير.
السياق السياسي/الوطني:
قد يفصح في قراءة مُلتبسة عن معاناة أو صراع سياسي، خاصة عند ذكر الوطن.
٧ ) من ثقب جدار
رائحة الحرية تسرد
نور الغد
الحرية كقيمة حُرّة :
الدخول من ثقب الجدار يرمز إلى اختراق القيود، ورائحة الحرية تسرد صوتها كذكرى وجود.
التصعيد البصري:
الرائحة تسرد، فتمنح الحسّ حراكاً، بينما نور الغد يوحي بأملٍ ومضة.
التكامل الرمزي :
ثقب الجدار/الحرية/نور الغد يكوّنون سلسلة من الأمل والتحرر.
٨) مع الحيطان
يفسد صمتي
طنين ذباب عالق
التوتر الصوتي :
صوت الطنين المقترن بالصمت المفسد يخلق توتراً داخلياً حاداً.
المكاني والداخلي:
الحيطان كحدود خارجية وداخلية في آن واحد.
الإيحاء النفسي :
قد يوحي بالإزعاج المستمر أو الاضطراب الذاتي رغم السكون الظاهر.
٩ ) عاصفة–
كل ما تحتاجه الورقة
الاصطدام بحجر
الصورة الدرامية:
العاصفة كقوة خارجية، والورقة كمرونة أو ضعف قابل للكسر، والاصطدام بالحجر كحادثة حاسمة.
التوتر الرمزي:
الصدام يختزل فاعلية القرار والتأثر، كأن القوة المفاجئة تُسقط ما كان مستبقلاً.
التأويل السياسي/الاجتماعي:
قد يحمل أيضاً إشارة إلى معركة أو صراع يترك أثره على النتيجة الشخصية.
١٠ ) خريف آخر–
على رصيفه تتساقط
أوراق العلم
التصوير الفوتوغرافي :
على رصيفه تتساقط أوراق العلم يخلق مشهداً وطنياً معلّقاً بين الفقد والتذكير.
المحنة الزمنية :
خريف آخر يضفي سمة التغير والتجديد.يجعلنا نفكر في المواسم كدلالات على التغير السياسي أو الاجتماعي.
الرمزية: أوراق العلم تسقط كإشارة إلى تدهور أو تراجع أو نسيان الهوية، بحسب القراءة السياقية.
ملاحظات تقنية وجمالية
تكرار الصور الطبيعية (ليل/قمر، خريف/أشجار) يمنح القصائد وحدة بنائية وذاكرة شاعرية متماسكة.
استخدام الضمائر والاقتران بين الطبيعة والعاطفة يربط بين العالم الخارجي والداخل النفسي.
التنوع في الإيقاع البصري واللغوي يضفي حيوية وتبايناً يجعل كل مقطع يفتح باباً لتأويل جديد.
يمكن توسيع القراءات بافتراض سياقات زمنية/سياسية محددة في بلدان مختلفة، خاصة في سياق اليمن.



















