من تقاليد بعض الشعوب
**
في القرن الماضي كان تقليد محير في المجتمع و هو الخطيفة ، او الشليفة .
اي الخطف بنية الزواج
للخطيفة سبل متعددة منها :
شاب و فتاة يحبون بعضهما ، من بيئتين مختلفتين ، اعتراض الاهل ، رفضهم لهذا الزواج الغير متكافئ ، ربما يكون ماديا ، دينيا ، فرق العمر ؛ كبير بالسن يهوى فتاة تصغره بالسن …
و قد تكون موافقة الاهل ضمنية ،للفتاة ، حتى لا يتكبدوا مصاريف الزواج و الجهاز .
و قد تكون الخطيفة بسبب رفض العروس للشاب و هو مولع بها (هذا موضوع اليوم ) .
تخطف الفتاة ، قد تكون عائدة من المدرسة ، لان في خمسينيات و ستنيات القرن الماضي و خاصة في القرى ، الفتاة لا تدخل الجامعة ، المهم ان تكون قد احسنت فك الحرف ، او نالت الشهادة التكميلية، ثم اصبحت معلمة . اهون السبل تتعلم الخياطة لتعمل في المنزل ، او اشغال هينة مثل التطريز ، مساعدة الاهل في جني المحاصيل ..
عمل البنت بغير اعمال ، او الذهاب الى المدينة للعمل ، عند الاهل المتزمتين ، كذلك غير وارد ، في افكارهم و هي ممكنة : تعرض البنت للكلام المشين ، محاولة التعدي عليها ، و ماذا ستعمل في شهادة متوسطة ؟؟
الاعمال في المدن لهذا المستوى من التعليم : بائعة ، سكرتيرة بدون خبرة ، ترد على الهاتف ، او العمل في المعامل ؟
كم ستتقاضى من اجور ؟ مصاريفها قد تتخطى اجورها ، يعني بقائها في المنزل اجدى و أ أمن .
تخطف الفتاة و نوايا الشاب متعددة ، منها حبه و ولعه بهذه الفتاة اذا تم الزواج تعيش معه معززة مكرمة .
او لكسر شوكتها و اجبارها على القبول ، برغم تدخل الوجهاء ، لان ما كان سائدا في تلك الاونة ، من تترك بيتها تكون فتاة غير صالحة ، و اذا كانت خطفت بسبب الزواج ، و أُعيدت الى البيت الابوي و لم يتمم الزواج ، تصبح منبوذة ، الشك في رؤوسهم بحكم مسبق انه نالها ، برضاها و بغير رضاها ، و قد يشنع هو عليها ..
لم يكن مسموحا ان تتعرض فتاة عذراء للدخول عيادة طبيب نسائي ،للتأكد من حالتها و ازالت الشك فهذا من المحرمات .
الفتاة هي الضحية ، و غباء الاهل هو السيف المسلط على عنقها ، كما السلاسل الغليظة تقيدها ، و لو عاشت بالقهر و الذل …
و الادهى ! ما من رجل يتقدم لخطبتها او يقبل الزواج بها ، مهما كانت غنية و مهما دفع اهلها من ( دوتة ) .
اما حكم القبول بالامر الواقع و قبل اتمام مراسم الزواج ، على ولي الامر القبول و التوقيع بالقبول .
و اذا كانت الفتاة تخطت سن الرشد ؟ موافقتها و لو كانت مرغمة تكفي .
كم من فتاة تزوجت بهذه الطريقة ، و بعد فترة إدعت في المحاكم الروحية ، حسب طائفتها بانها اجبرت على الزواج ، موافقتها كانت بالضغط ( مسدس هددت به سرا ) ، لا يكون لادعائها صدً ، لانها وافقت و مهرت موافقتها بتوقيعها ، تعود خائبة ، تراكم حقدا على حقد منها لزوجها ، و من زوجها و اهله لها ، و ما ينتج عن هذا الحقد من اضطهاد لها ..
كم كانت الحياة معقدة في تلك الفترة من الزمن .كانت الفتاة الضحية ، مهما تقلبت الظروف و الأحوال.
عكس ما هي عليه اليوم.
ملفينا توفيق أبو مراد
عضو اتحاد الكتاب اللبنانين
٢٠٢٥/١١/١



















