بَعضًا من “أنا
……….
كُنّا في عَجَلةٍ من أَمرِنا
حينَ كانَ الموتُ يُلاحِقُنا،
أخذَ نِصفَنا… وبَقينا بَعضَنا،
بَعضًا من “أنا”،
وبَعضًا ممّن كانَ “أنا”.
تَقاسَمنا موتَنا ودمعَنا،
وتَقَسَّمنا مَن كانَ كُلَّنا،
وبَقيتُ أنا وبَعضًا
ممّن كانَ “أنا”.
تَركنا ذِكرياتٍ كانت لَنا،
وضَحِكاتِنا،
وقَمرَنا وشَمسَنا،
تَركنا فَرَحَنا وحُزنَنا،
وما كانَ هناك،
وكانَ هُنا…
كُنّا في عَجَلةٍ من أَمرِنا
حينَ أتانَا الموتُ،
حينَ خَطَفَ زَهراتِنا
وفُلذاتِ أكبادِنا،
أخذَ نِصفَنا… وبَقينا بَعضَنا،
بَعضًا من “أنا”،
وبَعضًا ممّن كانَ “أنا”…
لم نَبكِ وقتَها، فَوقتها
لم يَكُن لَدَينا دَمعٌ،
ولا صوتٌ يُعبِّرُ عمّا بِنا.
كُنّا نَلُمُّ أَشلاءَ مَن ذَهَبوا،
وما تَبقّى من أَنفاسِنا،
وخطواتِنا،
سِرنا حيثُ لا نَدري،
يُلاحِقُنا ظِلُّنا…
سِرنا لمَجهولٍ،
كطائرِ نَورسٍ فوقَ الموجِ
يَدورُ ويَحومُ،
كما تَدورُ الدُّنيا بِنا…
—
✍️ خالد محمود البطراوي


















