إِزْدِواجِيَّةُ رُؤًى
أَسدَلَ الليلُ ستارَهُ،
وبقيتُ أنا والقمرُ،
لا نومَ يأتي،
فقط شعورٌ أيقظَ لوعتي.
نظرتُ عبرَ النافذةِ،
أخالُها الواحدةَ بعدَ منتصفِ ليلٍ غيرِ ساكنٍ،
لا أحدَ في الخارجِ،
كُلُّهُ في رأسي يَضطَرِبُ،
من مخايلِ أفكارٍ
إلى تيهِ ظُلُماتٍ.
أحسبُها مهالكَ — لا، بل هي محالكِ.
أخذتُ القلمَ بيدٍ ترتجفُ،
وكتبتُ على الورقةِ:
“مستقبلٌ لا غَدُ،
ولا بقاءَ لراغدٍ”.
دَوَّنتُ في هاتفي الكلماتِ،
فإذا بها الآنَ صفعاتٌ.
امتطيتُ جوادَ الرحيلِ،
وما هيَ إلا ساعاتٌ،
حتى سمعتُ أصواتًا،
أصواتُ رجيفٍ — هناك تشييعٌ
لكرامةٍ، ونفسٍ زكيّةٍ طيّبةٍ.
هنالكَ رُهبانٌ
لم يكونوا في الحُسبانِ،
وهنا الحقيقةُ سرابٌ،
ومِكيالُ الحقِّ باطلٌ.
هنا الشمطاءُ
بثوبٍ بالٍ — فهي لا تُبالي.
الشاعرة حسناء رسمي



















