مازلتُ..
اعتراف في مهب الذاكرة .
ما زلتُ
أتوسَّم في ضوء ابتسامتك دربَ وُدٍّ،
حين كنتَ تنثرُ غمارَ ضحكاتك.
ما زلتُ
أتفرَّسُ سِيماء وجهك،
أتتبّع خطوط جبينك،
أستنير من بريق عينيك.
أتدري؟
في خباياك كشفتُ غورَ العيوب كلها
كما الفضائل،
أحصيتُها حُزمةً حُزمة،
ولممتُها شمائل.
يقولون:
إن لم تُحصِ العيوب،
فلا تدّعِ أنك محبّ.
وما زلتُ
أتَعقّب ملامحك على مساحات الوقت،
لا يليق بنا هذا الغياب !
أتظنّك تغيب؟
حين لا تحضر،
وتلك العقارب تمسح جلد الوقت،
تنزّ ثوانيها من مسام الأرق.
آهٍ…
كم على شطآن المواعيد سحبني الموج،
وتكسّر حنيني على صخور التردّد.
وما زال يسحبني،
وكلّ مرةٍ كنت ألتَمس العذر،
قشّة…فقشة …
كي أنجو من الغرق،
حتى وجدتني غارقة
في كومةٍ من القشّ،
كإبرةٍ.
—————
			
		    

















