الكراهية وأثرها في تمزيق النسيج الإنساني
حيدر الأداني
الكراهية تجاه الآخر لا تولد مع الإنسان، وإنما تنشأ نتيجة سلوكيات تعصبية يكتسبها من خلال تعاليم لم يفهمها بشكل صحيح، أو من الأسس التي تربى عليها .
فالألفاظ الجارحة تقتل الإنسان معنوياً و تحبط كيانه وإن الكراهية أشد خطراً من حمل السيف أو البندقية في وجه الآخر ، فهي تمزق النسيج الإنساني والمجتمعي من الداخل .
من تربى على كراهية الآخر يبقى طوال حياته إنساناً عصبياً لا يتقبل المقابل ولا يعرف كيف يتبنى شعور الحب تجاهه حتى وإن كان أقرب الناس إليه . و تبقى أفكاره أسيرة الماضي يعيش حاضره بعقلية قديمة مبنية على أوهام وأفكار واهية، و يظل أسيراً في دائرة مغلقة من الكراهية و سوء الظن عاجزاً عن رؤية جمال الحياة و تقدير قيمة التعايش .
ولا تفيده قوانين الردع والتخويف فحتى إذا التزم الفرد بالقانون وتخلى عن الكراهية ظاهرياً فقد يحتفظ بها داخله، و يصعب التخلص منها بسهولة . وأنا شخصياً كنت من المطالبين بتشريع قوانين حقيقية تحمي المختلف من خطابات الكراهية و تمنح التنوع الثقافي قيمة في المجتمع، لكن حين راجعت معلوماتي أدركت أن لا فائدة من ذلك وحده، فالتربية هي التي تشكل شخصية الفرد وهي ما يحدد نتاج فكره.
ومن أهم ما يمكن أن يفعله الطرف المقابل هو أن لا يسمح للكاره أن يصل إلى هدفه . فبعض الأشخاص يظهرون كراهيتهم فقط لإثارة الضجة أمام الآخرين لأنهم يعلمون أن ذلك سيحبط الطرف الآخر ويكشف نقاط ضعفه . يسعى هؤلاء دائماً لجعل الطرف المقابل يرد بالمثل ليثبتوا أنه أيضاً تربى على الكراهية وللأسف غالباً ما ينجحون في ذلك، إذ يفقد المقابل أعصابه بسرعة.
إن الكراهية لا تهدم الآخرين فقط وإنما تهدم صاحبها أولاً، فهي تقيده و تمنعه من رؤية الحياة بجمالها، بينما الحب وحده قادر على بناء إنسان متوازن ومجتمع متماسك .



















