قسم الحبيب
أقسمَ حبيبُها ألا يعود،
أن يُطفئ ملامحه من كل الحدود،
أن ينسلّ من ذاكرتها كالماء،
أن لا يبقى له في العمر وجود.
قال لها: لن أكون ألمًا جديدًا،
ولا ظلًّا يعبرُ روحكِ من بعيد،
سأرحلُ عنكِ كما لم أكن،
كأنّي لم أفتح فيكِ باب القصيد.
نظر في عينيها مرةً،
ثم أدار ظهرهُ وانسحب،
ترَك خلفهُ قلبًا صغيرًا،
وسؤالًا لا يُجاب ولا يُذهب.
فبكت… لا لتُعيده،
بل لأن الوداع جافٍ لا يُطاق،
ولأنها لم تكن إلا طفلة،
في حضرةِ وعدٍ ضاق وانزاق.
قال لن يعود، ونفذ،
غاب كأن الأرض بلعته،
لكنّه نسي أن البُعد،
لا يُنهي من قد سكَنته.
هي الآن تبتسم رغم الألم،
تخيط وحدها ما انكسر،
وكلما همس اسمُه في الذاكرة،
أخبرتهُ: لا، لن أُنتظر.
هو أقسم أن لا يعود،
وهي أقسمت أن لا تُنكسر.
فاطمة الزهرة الميلودي


















