قبل أن يأتي إلى الدنيا البشرْ
لم يكُن في الأرض شرْ
كان فيها الحُبُّ يعدو عجبا
ينثرُ الأفراحَ أزهارًا وعطرًا
والفراشات صباحًا تنثرُ الألوانَ سحرًا
والنباتات سبّحت لله شكرًا
الطيور تتغنّى طربا
وبدا الإنسان يمشي في الرُّبى
لم يكن فيه شرورٌ أبدا
كان يعدو ضاحكًا مثل القمرْ
وأتى الشيطان يمشي غضبا
ينثرُ الشرَ بذورًا في الهواء
ما نمت على تلك الربى غير في جوفِ البشرْ
وغدا الناس جيوشًا
كلما ازدادوا مدىً زاد شرٌ وانتشرْ
وغدا القوّاد على الأرض وحوشًا
وسعى الشيطان فيهم قائدًا
ينفخ في أنف قادةِ له فرعنةً
ليروا أنفسهم آلهةً
مَن يشاء يُحي ومَن شاء قبرْ
شيّد عبر الدهور قوة عُظمى
كلما انهارت بني غيرها الأقوى
وملوك الطين صلصالٌ لديه
بال عليهم وافتخرْ
أيها الشيطان
هذه الأيام أنت المُنتصرْ
كلمات/ أحمد قاسم العريقي














