ليس التكريم أن تُمنَح لقبًا، بل أن تُمنَح شهادة من القلوب قبل المنصّات، وأن يُقال اسمك مقرونًا بالأثر لا بالضجيج.
وحيد جلال الساحلي لم يكن يومًا عابرًا في مشهد الكتابة، بل كان حالة إنسانية كاملة، تمشي على هيئة كاتب، وتتنفّس حبرًا، وتؤمن أن الكلمة قادرة على أن تضمّد، وتوقظ، وتُنقذ.
كتب لا ليُصفَّق له، بل ليقول ما يجب أن يُقال.
كتب عن الألم دون أن يزيّنه، وعن الأمل دون أن يزوّره، وعن الإنسان كما هو… هشًّا، قويًّا، مكسورًا، وحالمًا في الوقت ذاته.
كانت نصوصه تشبهه: صادقة، شفافة، لا تبحث عن المجد بل تصنعه بهدوء.
اليوم، حين نقول وحيد جلال الساحلي شخصية العام، فنحن لا نمنحه لقبًا بقدر ما نعترف بدوره، وبمسيرته، وبأثره الذي كبر مع الوقت، لا بضجيج اللحظة بل بثبات المعنى.
نعترف بكاتب آمن أن الحرف مسؤولية، وأن الإبداع موقف، وأن الإنسان هو جوهر كل كتابة حقيقية.
هذا التكريم ليس نهاية طريق، بل محطة ضوء في مسيرة أطول، ومسؤولية أكبر، ورسالة متجددة.
فمبارك لك هذا اللقب الذي خرج من قلوب الناس قبل أن يُكتب على ورق،
ومبارك لنا بكاتبٍ ما زال يثبت أن الكلمة الصادقة لا تشيخ، وأن الأثر الحقيقي لا يُقاس بالسنوات بل بالقلوب التي لمسها.
وحيد جلال الساحلي… شخصية العام،
لأنه كتب بصدق… فاستحق أن يُكرَّم بصدق


















