الأحد, ديسمبر 14, 2025
  • أسرة التحرير
  • مجلة أزهار الحرف
  • مكتبة PDF
  • الإدارة
azharalharf – مجلة أزهار الحرف
  • الرئيسية
  • أخبار
  • أدب
    • النقد
    • التراجم
    • القصة
    • شعر
    • الزجل
  • الفن التشكيلي
  • اخترنا لك
  • تنمية بشرية
  • حوارات
  • فلسفة
  • مقالات
لا نتيجة
أظهر جميع النتائج
  • الرئيسية
  • أخبار
  • أدب
    • النقد
    • التراجم
    • القصة
    • شعر
    • الزجل
  • الفن التشكيلي
  • اخترنا لك
  • تنمية بشرية
  • حوارات
  • فلسفة
  • مقالات
لا نتيجة
أظهر جميع النتائج
azharalharf – مجلة أزهار الحرف
لا نتيجة
أظهر جميع النتائج
  • الرئيسية
  • أسرة التحرير
البداية حوارات

الشاعرة اللبنانية الدكتورة زبيدة الفول لمجلة أزهار الحرف حاورتها من أمريكا ليلى بيز المشغرية

ناصر رمضان عبد الحميد by ناصر رمضان عبد الحميد
ديسمبر 14, 2025
in حوارات
الشاعرة اللبنانية الدكتورة زبيدة الفول لمجلة أزهار الحرف حاورتها من أمريكا ليلى بيز المشغرية

من بين مدائن الحرف حيث تتوهّج الكلمة ويكبر المعنى تخرج الدكتورة زبيدة الفول بوصفها أحد الأصوات التي اخترقت حدود المألوف لتكتب شعراً يلمس الروح ونقداً يكشف أسرار النصوص. ليست مجرّد شاعرة تُنصت لنبض القلب ولا ناقدة تُمسك عدسة التحليل بل هي مزيج نادر بين الحسّ والرؤية بين الوجد والمعرفة بين الصرامة الأكاديمية ورهافة الإحساس.
في خطّ سيرها تتجاور الظلال مع الضوء ويصبح الأدب مساحة للتأمّل أكثر منه للقول.
تحمل من طرابلس رائحة البحر الأولى ومن رحلتها في اللغة عمقاً يُعيد تشكيل الأشياء بعينٍ تحتفي بالدهشة.
صدر لها مؤخرا كتاب “ناصر رمضان عبد الحميد” “سفير الأدب العربي ودبلوماسي الثقافة المصرية ”
وديوان شعر بعنوان “محراب الشوق ”
ومن هنا كان لمجلة أزهار الحرف معها هذا الحوار …
لنقترب من عالمها .. عالمٌ تصنع فيه القصيدة محراباً ويغدو النقد مرآة وتظل الكلمة عندها عبوراً إلى أفق أوسع من اللغة وأعمق من التجربة.

1-من هي الدكتورة زبيدة الفول حين تنزع عنها ألقابها الأكاديمية والشعرية؟ وكيف تحبّ أن يراها القارئ: بعين الناقدة أم بقلب الشاعرة أم بروح المرأة التي تخطّ دهشتها على الورق؟

حين أخلعُ عن اسمي أثوابَ الألقاب، تعود زبيدة الفول ابنةً لطرابلس؛ تلك المدينة التي تعلّم أبناءها أن العلم خبزُ الروح، وابنةً للبنان حيث الأرز لا يعلو لأنه يرى نفسه أعلى، بل لأنه متجذّر في عمق الأرض. أنا إنسانة من بيئة بسيطة، آمنت باكراً أن اللقب لا يصقل الجوهر ولا يغيّر معدن القلب؛ فالقيمة فيما نحمله من صدق، لا فيما يُسبق أسماءنا من أضواء.

الناقدة في داخلي لا تكتفي بقراءة السطور، بل تُصغي إلى ما بينها؛ تقرأ النص بعينٍ ترى وبروحٍ تشعر ووجدانٍ يحاور الخفيّ، كأنها تفتّش عن النبض تحت الجلد اللغوي. أمّا الشاعرة فتكتب من حيث لا تُرى الكتابة؛ تفتح باب الروح وتدع الداخل يفيض، فتخرج القصيدة اعترافاً لا زينة، ودهشةً لا صناعة.

والمرأة؟ هي الينبوع الأوّل. هي الأنوثة التي تمنح الإحساس حرارته، والوجدان الذي يعرف طريقه إلى الآخر بلا خرائط. في كل هذه الحالات لا أرى وجوهاً متفرّقة، بل وجهاً واحداً يتبدّل ضوؤه ولا يتبدّل جوهره: زبيدة الإنسانة، التي تشعر لتفهم، وتعبّر لتشارك، وترسم إحساسها على الورق كمن يضع قلبه أمانةً بين يدي اللغة، لا لتتجمّل، بل لتصدق

2-إلى أي مدى ترين أن العلاقة بين الطبيعة والفكر، كما تناولتها في أطروحتك انعكست فعليًا على لغتك الشعرية وصوتك الداخلي؟
الأدب في نظري لا يولد في فراغ؛ إنّه ابن بيئته الشرعي، يتغذّى من تربتها ويستعير ملامحها ليمنح الكلمة لحمها ودفأها. ما يحيط بالكاتب لا يبقى خارج النص، بل يتسرّب إليه بهدوء، كالماء إلى الجذور، فيغني العبارة ويمنحها قدرتها على الامتداد.

أمّا الطبيعة، فهي الينبوع الأصفى للجمال، الشرارة التي توقظ الفكر من سكونه وتدفعه إلى استخراج درره الدفينة. في أطروحتي كما في شعري، لم تكن الطبيعة مشهداً عابراً ولا خلفية صامتة، بل شريكاً خفياً في التكوين؛ كانت الضوء الذي يلمس الفكرة فيوقظها، والصورة التي تغذّي المخيّلة، والنبض الذي يؤجّج المشاعر حتى تتشكّل لغةً.

لذلك حضرت الطبيعة في سطوري بسطوعها لا بوصفها وصفاً، بل إحساساً؛ كانت تغنيني بالصور، وتعلّمني كيف يتحوّل المشهد إلى معنى، وكيف يصبح الجمال طريقاً للفكر، ويغدو الشعر مرآةً لما تهبه الأرض للروح حين تُحسن الإصغاء

3-ماذا أضاف لكِ العمل النقدي على مستوى صياغة القصيدة؟ وهل يقيّد الناقدُ الشاعرة أم يفتح لها باباً لا يراه غيرها؟
أرى النقد صياغةً أخرى للقصيدة، كتابةً موازية لها بلغةٍ مختلفة، لا تقلّ شعريّة وإن بدت أكثر وعياً بأدواتها. أحياناً يلتقط الناقد في النص ما لم يقصده الشاعر لحظة الكتابة، لأن القراءة في جوهرها رؤيةٌ ذاتية، وكل نصّ حيّ يملك قدرة خفيّة على أن يقول أكثر مما أراد صاحبه.

النقد فنّ كما الشعر فنّ، وكلاهما ينطلق من الوجدان قبل أن يمرّ عبر العقل؛ من إحساسٍ يتشكّل في الداخل ثم يبحث عن شكله في اللغة. لذلك لا أراه قيداً على القصيدة، بل نافذة تُفتح لها، وأفقاً جديداً تتنفس منه.

حين أكتب القصيدة أكون في حال وجدانية خالصة، أترك الشعور يقودني بلا حسابات، وأدع اللغة تمشي خلف القلب. أمّا في النقد فأغوص في العمق، أهبط إلى طبقات النص السفلى، أفتّش عن دلالاته الخفيّة، وأستخرج خباياه كما تُستخرج اللآلئ من قاع البحر؛ لا لأغيّر ملامحه، بل لأكشف سرّ لمعانه

4-هل تؤمنين بأن الشاعر يجب أن يكون ناقدًا لنفسه؟ وكيف تتعاملين مع قصائدك قبل نشرها وبعده؟
الشاعر يكتب ليترجم ما يختلج في أعماقه، ليمنح ما لا يُقال جسداً لغوياً قابلاً للحياة. الكتابة في أصلها فعل كشف، لحظة يتقدّم فيها الإحساس خطوةً على العقل، فتخرج القصيدة كما تخرج الزفرة: صادقة قبل أن تكون مصقولة.

أمّا الناقد، فهو من يرجّح الخبايا ويزيح الغبار عن الطبقات المستترة في النص، باحثاً عمّا يقيم خلف المعنى الظاهر. ومن هنا أرى أن من المستحسن أن يمتلك الشاعر عيناً نقدية تجاه نصّه، لا بوصف ذلك شرطاً أساسياً للإبداع، بل بوصفه وعياً إضافياً يضيء التجربة.

حين يكون الشاعر ناقداً لنفسه، يقترب أكثر من سطوره، يتأمّلها بهدوء بعد انطفاء الانفعال الأول، ويحاول أن يحسّنها دون أن يخنق عفويتها؛ كمن يعود إلى مرآته لا ليغيّر ملامحه، بل ليجعلها أكثر صفاءً، وأكثر قدرة على قول ما أراد القلب أن يقوله منذ البدء

5- ما المنهج النقدي الأقرب إلى روحك: المنهج الأكاديمي الصارم، أم القراءة الحدسية التي تعتمد على ذائقة الشاعر؟ ولماذا؟
أحاول دائماً أن أترجم ما يتدفّق في داخلي بلا كوابح، لكن هذا التدفق لا يُترك للفوضى؛ إنّه يسير داخل منهجية محدّدة ونظام تحليلي واعٍ يمنحه شكله ويصون عمقه. فالحرية في الكتابة لا تعني الغياب عن الوعي، بل التوازن الدقيق بين الانفعال والتنظيم.

دور الناقد، في تصوّري، أن يفسح المجال لذائقته الإبداعية، لكن من داخل نظام تحليلي يضبط الرؤية ولا يخنقها. الذائقة وحدها قد تُغري بالانطباع، والمنهج وحده قد يُغري بالجفاف، أمّا اجتماعهما فيخلق قراءةً حيّة قادرة على الإقناع والإمتاع معاً.

من هنا تبدو العلاقة بين الإحساس والمنهج علاقةً توافقية لا صراعية؛ يتقدّم الوجدان خطوة ليوقظ النص، ثم يأتي التحليل ليمنحه عمقه ودقّته. هكذا يظلّ النقد فعلاً إبداعياً منضبطاً، وتبقى القراءة مساحة يلتقي فيها القلب والعقل دون أن يلغي أحدهما الآخر

6-حين تعودين إلى بداياتك هل تشعرين أنك صرت الشاعرة التي حلمت بها أم أن الطريق ما زال مفتوحًا لشكل آخر من زبيدة لم يولد بعد؟
بصدقٍ يشبه الاعتراف، لم أرسم لنفسي يوماً خريطة الإبحار في الشعر، ولم أخطّط أن أكون ابنة هذا الموج اللغوي، على الرغم من براعتي في الكتابة والتحليل. كان ذهني يتجه إلى مسارات أخرى، أكثر عقلانيةً وحساباً؛ إلى عالم التجارة، حيث الأرقام تُقاس والنتائج تُحسب.

لكن الأقدار، وهي أكثر دهاءً من كل التخطيط العقلي، اختارت أن تنحاز إلى الموهبة. تفوّقي في الرياضيات والفيزياء علّمني النظام والدقّة، غير أنّ اللغة كانت تناديني من منطقة أعمق، كقانونٍ خفيّ لا تُدركه المعادلات. هكذا تغلّبت القصيدة على الحساب، وانتصر الوجدان على التخطيط، لا بوصفه نقيضاً للعقل، بل امتداداً آخر له.

فكان الشعر قدري غير المخطّط، والمسار الذي لم أختره بوعيٍ كامل، لكنه اختارني؛ وكأنّ الأرقام نفسها، بعدما أدّت دورها، دلّتني بصمتها إلى لغةٍ أخرى، أكثر اتساعاً، وأكثر قدرة على احتواء الدهشة

7-ماذا يبقى من الشاعرة حين تُطفئ الأضواء وتعود زبيدة الإنسانة إلى وحدتها؟ أيّ صوت يعلو في داخلك: صوت الابنة، أم الأم، أم الباحثة، أم المرأة التي تحاور ذاتها؟
زبيدة، في جوهرها العاري من الألقاب، هي تلك الإنسانة التي أحبّت الحياة ببراءة صباها الأولى، ومشت نحوها بقلبٍ مفتوح لا يخاف الدهشة. عرفت الأمومة لا بوصفها دوراً، بل تجربةً تعلّم الروح كيف تتّسع، وكيف يصير القلب بيتاً لآخر يولد فيه المعنى قبل الجسد.

تابعت دراستها وأبحاثها بإصرار من يعرف أن المعرفة شكلٌ من أشكال الحب، وارتدت ثوب التخرّج وهي تحمل في رحمها شهراً تاسعاً من الانتظار؛ كأنها كانت في تلك اللحظة تُنجب مستقبلاً مزدوجاً: طفلاً للحياة، وحلماً للعلم. لم ترَ في ذلك تناقضاً، بل انسجاماً عميقاً بين العطاءين.

وكانت، قبل كل شيء، صديقةً لنفسها؛ تصغي إلى صوتها الداخلي، وتتصالح مع ضعفها وقوّتها معاً. هكذا أحبّت الحياة بكل ما فيها، لا كما تُشتهى، بل كما تُعاش: بتعبها، وضيائها، وانكساراتها الصغيرة التي تعلّم القلب كيف ينهض أكثر رحابة

8- ما الدافع الحقيقي الذي جعلك تختارين تجربة الأديب ناصر رمضان عبد الحميد موضوعًا لكتاب نقدي مستقل؟ هل كان ذلك إعجابًا بتجربته أم شعورًا بأن الضوء لم يُسلّط عليه بما يكفي؟

ناصر رمضان ليس اسماً في سجلّ الأدب، بل عنواناً لعطاءٍ لا يعرف الحدود. هو من أولئك الذين لا يكتفون بأن يضيئوا لأنفسهم، بل ينفقون من نورهم ليهتدي به الآخرون. يبذل جهداً جباراً في صقل المواهب، ويعمل بصمت العارف على نهضة الأدب، كمن يؤمن أن الكلمة مسؤولية قبل أن تكون مجداً.

في تجربته تتجلّى قيمة نادرة؛ جوهرة لا تُدرك حقيقتها من اللمعة الأولى، بل من عمق الأثر الذي تتركه في الوجدان الثقافي. أحببت أن أشير إلى هذا التوهّج، إلى هذا الغنى اللامحدود الذي يتخفّى خلف تواضعه، وأن أضعه في دائرة الضوء لا احتفاءً بالشخص وحده، بل بما يمثّله من نموذج إنساني وأدبي.

كان هذا الكتاب محاولة للإمساك بلحظة من ذلك الإشراق، ولتقديم تجربته مثالاً يُحتذى به؛ لأن الأدب، في النهاية، لا ينهض بالكلمات وحدها، بل بالأيادي التي تحملها إلى الآخرين، وبالقلوب التي تؤمن بأن العطاء هو أعلى أشكال الكتابة

9- ما المنهج الذي اتبعته في تحليل شخصية الأديب ناصر رمضان وتجربته الأدبية؟ وهل حاولت خلق توازن بين الموضوعية النقدية والرؤية الوجدانية التي تمتاز بها كتاباتك؟
ناصر رمضان يفرض على قارئه منهجاً خاصاً، لأنّه ليس تجربةً عابرة ولا صوتاً يمكن الإحاطة به من زاوية واحدة. هو نصّ مفتوح على أكثر من أفق، يجبرك على التنقّل بين إبداعاته المتنوّعة؛ بين الشعر والنقد والتحليل، وعلى الإحاطة أيضاً بصفاته الأخلاقية المميّزة، بوصفها جزءاً لا ينفصل عن مشروعه الأدبي.

وأنا في مقاربة هذه التجربة وجدت نفسي أتنقّل بين أدوار عدّة: تارةً ناقدة أغوص في عمق سطوره، أفتّش عن بنيتها ودلالاتها، وتارةً شاعرة أتغنّى بتفرّده وأصغي إلى موسيقى نصّه الخفيّة، وتارةً أخرى تلميذة أتلقّى منه الدروس، لا من موقع التعلّم المباشر، بل من أثر التجربة حين تُقرأ بصدق.

إنّه نبع لا ينضب، وكلّما ظننتُ أنّني ارتويت من إبداعاته، اكتشفت أنّ في العمق ماءً آخر ينتظر الكشف. لذلك لم يكن المنهج هنا قالباً جاهزاً، بل حركة دائمة بين الفهم والانبهار، بين التحليل والإحساس، في محاولة للاقتراب من تجربة لا تُستنفد، ولا تُقرأ قراءةً واحدة

10-كيف تقرئين أثر الأديب ناصر رمضان في المشهد الثقافي العربي؟ وهل وجدت في تجربته ما يستحق أن يُقدّم كنموذج لجيل جديد من الكتّاب؟
أقرأ أثر ناصر رمضان في المشهد الثقافي العربي بوصفه حضوراً فاعلاً لا يكتفي بالمشاركة، بل يصنع الحركة ويدفعها إلى الأمام. هو من الأصوات التي لا تعيش داخل النص فقط، بل تمتد خارجه لتؤثّر في الوعي الثقافي العام، عبر مشروع متكامل يجمع بين الإبداع والرعاية والمسؤولية. حضوره لا يُقاس بعدد ما كتب، بل بعمق ما أحدثه من حراك، وبالأسئلة التي أيقظها في وجدان الكتّاب والقرّاء معاً.

في تجربته وجدت ما يستحق أن يُقدَّم نموذجاً لجيل جديد من المبدعين؛ لا من حيث الشكل وحده، بل من حيث الرؤية. هو مثال للأديب الذي يرى في الأدب رسالة قبل أن يراه منبراً، وفي الكلمة جسراً لا جداراً. يجمع بين الصرامة الفنية والانفتاح الإنساني، بين الإيمان بالتراث والقدرة على محاورته بروح العصر، فيمنح الجيل الجديد درساً غير مباشر مفاده أن الكتابة موقف، وأن الثقافة فعل مشاركة لا عزلة.

لذلك فإن أثره لا يتجلّى فقط في نصوصه، بل في المساحة التي فتحها لغيره، وفي الوعي الذي يزرعه بأن الإبداع الحقيقي لا يكتمل إلا حين يتحوّل إلى طاقة بناء، وإلى فعل إضاءة يمتد من الكاتب إلى محيطه، ومن التجربة الفردية إلى الأفق العربي الاوسع.

11- في كتابك ما الملمح الأدبي أو الإنساني الذي شعرت أنه الأكثر تفرّدًا في شخصية الأديب ناصر رمضان؟ ولماذا كان جديرًا بأن يُبرز في هذا العمل؟
أكثر ما لفت نظري في شخصية الأديب ناصر رمضان، وكان جديراً بأن يُبرز في كتابي “ناصر رمضان: سفير الأدب العربي ودبلوماسي الثقافة المصرية”، هو التفرّد في دمج البعد الإنساني بالبعد الأدبي. فهو ليس كاتباً يختزل تجربته في نصوصه فقط، بل يمتد أثره إلى شخصه وسماته؛ إلى أخلاقه، وتواضعه، واهتمامه بالآخر، وإيمانه بأن الكلمة لا تنفصل عن العمل والممارسة.

لقد رأيت فيه جوهرة نادرة تتألّق ليس بالظهور فحسب، بل بالغنى الداخلي الذي ينعكس على كل نصّ وكل لقاء وكل مبادرة ثقافية. هذا التفرّد الإنساني كان ضرورياً أن يُسجَّل في كتاب؛ لأنه يشرح لماذا يستحق أن يكون مثالاً يُحتذى به، ولماذا يصنع حضوره تأثيراً يتجاوز حدود الكلمات إلى فضاءات التأثير على الأجيال الجديدة من الكتّاب والمثقفين.

باختصار، الملمح الأكثر تفرّداً في شخصيته هو الانسجام العميق بين الإبداع والأخلاق والرسالة الثقافية، وهو ما يجعل كتابي شهادة على تجربة لا تُنسى، وعلى حضورٍ أدبي وإنساني متكامل يستحق أن يُقرأ ويُستلهم منه

12- هل واجهت صعوبات أو تحدّيات أثناء تحليل نتاجه الأدبي؟ وكيف تعاملتِ مع المسافة الحساسة بين المحبة والموضوعية؟
واجهت أثناء تحليل نتاج الأديب ناصر رمضان تحديات طبيعية، لكنها كانت جزءاً من المتعة والإفادة؛ فكل نصّ كان مدرسة بحد ذاته، يعلّم الصبر على التفاصيل، ويدفع القارئ إلى الانتباه إلى ما بين السطور. لم تكن الصعوبة في الغوص في النصوص فحسب، بل في الحفاظ على المسافة الدقيقة بين الإعجاب بالكاتب والموضوعية المطلوبة في التحليل النقدي.

وجدت أنّ الموضوعية لا تتعارض مع المحبة، بل يمكن أن تتكامل معها، إذا ما اقتنصت القراءة دقيقة التفاصيل دون أن تُغفل روح النص وروح صاحبه. المحبة هنا ليست مجرد شعور، بل احترام للتجربة الأدبية، واعتراف بالقيمة والجهد والإبداع، في حين تُبقي الموضوعية النقدية المسافة التحليلية التي تسمح بفهم النص بعمق.

بهذا التوازن، أصبح التحليل رحلة مزدوجة: رحلة تأمل في جمال النصّ ورهافة أسلوبه، ورحلة استكشاف للعناصر البنيوية والدلالية التي تجعل من تجربة ناصر رمضان نموذجاً أدبياً متكاملاً. كل قصيدة كانت مدرسة، وكل درس فيها دعوة لإعادة التفكير في العلاقة بين المحبة والموضوعية، بين القلب والعقل، بين الشعور والفكر

13-ما المعنى الذي يحمل عنوان محراب الشوق؟ ولماذا اخترت كلمة “محراب” بالتحديد؟
عنوان ديواني الشعري “محراب الشوق” ليس مجرد تسمية، بل هو مساحة رمزية أحتضن فيها مشاعري وأفكاري. كلمة “محراب” تثير في الذهن مكاناً للسكينة والتأمل، حيث يتلاقى الإنسان مع ذاته ومع ما يعتمل في داخله من وجد. ومن هنا، يصبح الشوق ليس شعوراً عابراً، بل حالة روحانية، احتفاء بالغياب والحضور معاً، ومساحة للصلاة على ما نفتقده ونتمنى له وجوداً ملموساً.

الديوان كله محاولة لتحويل العاطفة إلى طقس شعري، حيث كل قصيدة محراب صغير، وكل كلمة نافذة على أفق أعمق من الذات. الشوق هنا ليس مجرد حنين، بل طاقة إبداعية تفيض على الورق، وتعيد تشكيل الوجد بطريقة تجعل من القراءة رحلة تتقاطع فيها المشاعر مع الفكر، والذاكرة مع الحلم، لتصبح اللغة جسراً يصل بين القارئ وروح الشاعرة.

باختصار، محراب الشوق هو مكان اللقاء مع الذات ومع الجمال، حيث يتحوّل الشعور بالحنين إلى شعاع ينير نصوص الديوان، ويمنحها بعداً تأملياً يتجاوز مجرد التعبير عن الحب أو الاشتياق، ليغدو طقساً شعرياً واحتفاءً بالحياة بكل ألوانها

14- في هذا الديوان أين تتقاطع الدكتورة زبيدة الإنسانة مع زبيدة الشاعرة؟ وأين تفترقان؟
في ديواني “محراب الشوق”، تتقاطع زبيدة الإنسانة مع زبيدة الشاعرة في النقاط التي ينبثق فيها الصدق العاطفي، وحيث يلتقي إحساسي الشخصي مع اللغة التي تُترجم هذا الإحساس. هنا تكمن اللحظات التي يصير فيها الشعور بالحب أو الحنين أو التأمل الداخلي لغةً متدفقة، فتغدو القصيدة انعكاساً مباشراً لما يختلج في نفسي: فرحاً، ألماً، أو دهشةً. في هذه اللحظات، لا أكون سوى الإنسانة التي تعيش تجاربها بصوتٍ شعري، والقصيدة صدىً لتلك التجربة.

أما النقاط التي أفترق فيها، فتكمن في تلك اللحظات التي تتحوّل فيها الشاعرة إلى راصدة دقيقة للأشكال والصور والموسيقى الداخلية للنص، حيث تصبح الملاحظة والتحليل جزءاً من الإبداع الشعري. في هذه الحالة، تتجاوز الكتابة كونها مجرد تعبير عن الذات، لتصبح صياغة متقنة، لعبة لغوية، ورؤية فنية، تتخذ من اللغة مرآةً لتجربة وجدانية أوسع.

هكذا، يظل الديوان مساحة حية لتلاقٍ بين الذات واللغة، بين الإنسانة التي تشعر والشاعرة التي تصيغ، بين الانفعال الذي يولّد الكلمة والانضباط الفني الذي يمنحها شكلها الكامل، في توازن دقيق يجعل كل قصيدة محراباً صغيراً يجمع بين القلب والعين، وبين الحلم والوعي

15- لو أردت تلخيص رسالة “محراب الشوق” في جملة واحدة ماذا تقولين؟ هل هو كتاب عن الحب أم عن الروح أم عن شيء ثالث يتجاوز الاثنين؟
لو أردتُ تلخيص رسالة ديواني “محراب الشوق” في جملة واحدة، لقلت: إنه كتاب عن الروح والوجدان والوجود الإنساني، عن تلك المساحات الداخلية التي تجعلنا نشعر، نفكر، ونكتشف أنفسنا والعالم من حولنا. ليس مجرد حب عابر ولا حنين لحظة، بل رحلة تأملية تتقاطع فيها المشاعر مع الفكر، حيث تصبح اللغة جسراً بين ما نحس وما نفكر، بين الذات والعالم، بين الحضور والغياب، فتتحوّل كل قصيدة إلى محراب صغير يقود القارئ إلى تجربة إنسانية متكاملة، تتجاوز حدود الكلمة لتلامس العمق الوجودي للإنسان

16-ما جديد د. زبيدة الفول الذي ننتظره في الأيام المقبلة؟
في الأيام المقبلة، سيحضر جديدي في شقيه: من جهة النقد، أستعدّ لإصدار كتاب نقدي تحليلي لسيرة ذاتية، يحاول الغوص في الأعماق الإنسانية للنصوص وتجاربها، مسلطاً الضوء على التفاعل بين الذات والكتابة، بين المشاعر والوعي، وبين الفرد والبيئة الثقافية التي تشكّله.

ومن جهة الشعر، أعمل على ديوان شعري جديد يحمل نفساً مختلفاً، يفتح أفقاً آخر للتجربة الوجدانية، يمزج بين التأمل الروحي والدهشة اللحظية، ويستكشف إمكانيات اللغة في التعبير عن الانفعالات الداخلية بطرق مبتكرة، مع الحفاظ على العمق الرمزي والإحساس الذي يميّز تجربتي الشعرية.

هذان المشروعان يعكسان جانبيّ الإبداع: الأول تحليل وتفسير، والثاني إحساس وتجربة، وكلاهما يسعى إلى توسيع مدارك القارئ وإشراكه في حوار أعمق مع النص والوجود.

17–برأيك ما مدى أهمية الملتقيات الثقافية في دعم الشعر والشعراء؟ كما نود معرفة رأيك في ملتقى الشعراء العرب الذي يرأسه الأديب ناصر رمضان عبدالحميد، والدور الذي يقوم به في خدمة الأدب والشعر العربي.؟
الملتقيات الثقافية تشكّل مساحات حيوية للنصوص والأفكار، حيث يلتقي الشعراء والكتّاب والمثقفون لتبادل الرؤى، ومناقشة التجارب، وصقل المواهب. في هذه البيئات، لا يُقدّم الأدب نفسه فقط، بل يُحيا في الحوار، وتُمنح الكلمات فرصة للامتداد خارج حدود الورق، فتتحول الثقافة إلى فعل حيّ، وفضاء يثمّر الإبداع.

أما ملتقى الشعراء العرب، برئاسة الأديب ناصر رمضان، فهو نموذج متكامل لهذه الفكرة؛ ليس مجرد منصة للاحتفاء بالنصوص، بل بيت يجمع المواهب، يوجّهها، يربط بين الأجيال، ويوفّر الدعم الذي يحتاجه الشعر ليزهر. الملتقى يسعى إلى تمكين الكلمة العربية من الانتشار والسمو، مع الحفاظ على عمقها وجماليتها، ويؤكد أن الأدب مسؤولية قبل أن يكون فناً.

دور ناصر رمضان في هذا السياق بارز بوضوح؛ فهو ليس رئيساً يُدير الملتقى شكلياً، بل قائد رؤية، موجه إبداعي، ومُلهم للكتّاب والشعراء على حدّ سواء. حضورُه في الملتقى يجمع بين الخبرة الواسعة، والفهم العميق للغة والثقافة، والقدرة على دعم الموهوبين دون أن يطغى على أصواتهم. إن مساهمته تجعل من الملتقى مساحة خصبة للتعلّم، والنقد البنّاء، والانفتاح على التجارب المختلفة، فتتضافر طاقات المشاركين لتصنع لوحة فنية متكاملة تعكس ثراء المشهد الثقافي العرب.

حاورتها من الولايات المتحدة الأمريكية
الشاعرة ليلى بيز المشغرية
عضو ملتقى الشعراء العرب
محررة في مجلة أزهار الحرف …

مشاركةTweetPin
المنشور التالي
الدكتورة رشا علي الدين لمجلة أزهار الحرف حاورتها روان  شقورة

الدكتورة رشا علي الدين لمجلة أزهار الحرف حاورتها روان شقورة

آخر ما نشرنا

فائق كونيسا: رائد النهضة والهوية الألبانية بقلم الأستاذ الدكتور بكر إسماعيل الكوسوفي
التراجم

فائق كونيسا: رائد النهضة والهوية الألبانية بقلم الأستاذ الدكتور بكر إسماعيل الكوسوفي

ديسمبر 14, 2025
19

فائق كونيسا: معمار النهضة الألبانية الحديثة وباني الوعي الثقافي والوطني الشامل بقلم: الأستاذ الدكتور بكر إسماعيل الكوسوفي E-mail: [email protected] مقدّمة...

اقرأ المزيد
السفير أشرف عقل يدشّن توقيع كتابه «القدس… المدينة والقضية» بمكتبة مصر العامة

السفير أشرف عقل يدشّن توقيع كتابه «القدس… المدينة والقضية» بمكتبة مصر العامة

ديسمبر 14, 2025
13
رحيل الدكتور محمد صابر عرب بقلم ناصر رمضان عبد الحميد

رحيل الدكتور محمد صابر عرب بقلم ناصر رمضان عبد الحميد

ديسمبر 14, 2025
8
الدكتورة رشا علي الدين لمجلة أزهار الحرف حاورتها روان  شقورة

الدكتورة رشا علي الدين لمجلة أزهار الحرف حاورتها روان شقورة

ديسمبر 14, 2025
2
الشاعرة اللبنانية الدكتورة زبيدة الفول لمجلة أزهار الحرف حاورتها من أمريكا ليلى بيز المشغرية

الشاعرة اللبنانية الدكتورة زبيدة الفول لمجلة أزهار الحرف حاورتها من أمريكا ليلى بيز المشغرية

ديسمبر 14, 2025
25
  • الأكثر شعبية
  • تعليقات
  • الأخيرة

ليل القناديل /مريم كدر

يناير 15, 2024
ومضات /رنا سمير علم

رنا سمير علم /قصور الروح

أغسطس 11, 2022

ومضة /رنا سمير علم

أغسطس 11, 2022

الفنانة ليلى العطار وحوار مع أسرتهالمجلة أزهار الحرف /حوار مي خالد

أغسطس 23, 2023

ومضة

ومضات

زمن الشعر

عطش

فائق كونيسا: رائد النهضة والهوية الألبانية بقلم الأستاذ الدكتور بكر إسماعيل الكوسوفي

فائق كونيسا: رائد النهضة والهوية الألبانية بقلم الأستاذ الدكتور بكر إسماعيل الكوسوفي

ديسمبر 14, 2025
السفير أشرف عقل يدشّن توقيع كتابه «القدس… المدينة والقضية» بمكتبة مصر العامة

السفير أشرف عقل يدشّن توقيع كتابه «القدس… المدينة والقضية» بمكتبة مصر العامة

ديسمبر 14, 2025
رحيل الدكتور محمد صابر عرب بقلم ناصر رمضان عبد الحميد

رحيل الدكتور محمد صابر عرب بقلم ناصر رمضان عبد الحميد

ديسمبر 14, 2025
الدكتورة رشا علي الدين لمجلة أزهار الحرف حاورتها روان  شقورة

الدكتورة رشا علي الدين لمجلة أزهار الحرف حاورتها روان شقورة

ديسمبر 14, 2025

الأكثر مشاهدة خلال شهر

معرض الاستقلال برعاية مدرسة الشويفات
أخبار

معرض الاستقلال برعاية مدرسة الشويفات

نوفمبر 23, 2025
152

اقرأ المزيد
يا صاح هذي غزة /سامح محمود

يا صاح هذي غزة /سامح محمود

نوفمبر 15, 2025
112
خاطرة /سامح محمود

خاطرة /سامح محمود

ديسمبر 5, 2025
84
الشاعر السعودي صالح الهنيدي لمجلة أزهار الحرف حاورته من السعودية نازك الخنيزي

الشاعر السعودي صالح الهنيدي لمجلة أزهار الحرف حاورته من السعودية نازك الخنيزي

ديسمبر 4, 2025
81
الشاعرة السورية سهام السعيد لمجلة أزهار الحرف حاورتها من لبنان د. جيهان الفغالي

الشاعرة السورية سهام السعيد لمجلة أزهار الحرف حاورتها من لبنان د. جيهان الفغالي

نوفمبر 27, 2025
77
جميع الحقوق محفوظة @2022
لا نتيجة
أظهر جميع النتائج
  • الرئيسية
  • أسرة التحرير