رسالة عزاء وتأبين في وفاة فضيلة الأستاذ الدكتور/ محمد صابر عرب– رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وبمشاعر عميقة من الحزن والأسى، يتقدم سعادة السفير الأستاذ الدكتور بكر إسماعيل الكوسوفي بأصدق مشاعر العزاء والمواساة إلى أسرة الفقيد الكبير، وإلى حكومة وشعب جمهورية مصر العربية الشقيقة، وإلى الأمة العربية والإسلامية جمعاء، في وفاة المغفور له بإذن الله تعالى الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة الأسبق، الذي انتقل إلى جوار ربه مساء يوم الأحد الموافق 14 ديسمبر 2025، بعد مسيرة علمية وثقافية ووطنية حافلة بالعطاء والإنجاز.
لقد كان الفقيد الراحل صديقًا مخلصًا لشعب كوسوفا، ومناصرًا صادقًا لقضيته العادلة، وقد جمعنا به تعاون وثيق ومثمر خلال توليه مناصب ثقافية رفيعة، سواء بصفته رئيسًا للمجلس الأعلى للثقافة، أو رئيسًا لدار الكتب والوثائق القومية، أو وزيرًا للثقافة. وقد أسفر هذا التعاون عن إرساء شراكات مؤسسية وتوقيع اتفاقيات علمية وثقافية راسخة بين مؤسسات كوسوفا ونظيراتها المصرية العريقة، بما أسهم في تعزيز جسور المعرفة والتفاهم الثقافي بين شعبينا الصديقين.
ولم يكن الدكتور محمد صابر عرب مجرد شريك مؤسسي في العمل الثقافي، بل كان شخصية أكاديمية ووطنية مرموقة، اتسمت برؤية فكرية عميقة، وعقلية علمية رصينة، وإنسانية راقية. وقد شكّل دعمه الصريح والمؤثر لقضية كوسوفا، ولعدد من قضايا المنطقة، امتدادًا طبيعيًا لتكوينه العلمي المتين في التاريخ الحديث، وإيمانه الراسخ بقيم العدل والحرية وحق الشعوب في تقرير مصيرها.
كما جمعتني بالفقيد الكريم علاقة شخصية قائمة على الاحترام المتبادل والتقدير الصادق، منذ لقائنا الأول قبل توليه المنصب الوزاري، حين كان رئيسًا لدار الكتب والوثائق القومية. وقد لمست فيه منذ البداية خصال العالم الجليل المتواضع، والمسؤول الرفيع المتجرد من الادعاء، وكان يردد دائمًا بابتسامة صادقة: “يجمعنا الأزهر”، وهي عبارة تختصر عمق الانتماء الروحي والفكري المشترك.
برحيل الدكتور محمد صابر عرب، فقدت مصر أحد أبرز أعلامها الثقافيين والأكاديميين، ممن جمعوا بين التخصص العلمي الدقيق في التاريخ والحضارة، والحكمة والاتزان في إدارة الشأن الثقافي في مراحل بالغة الدقة، فكان نموذجًا للوزير الوطني المعتدل، الذي آمن بالثقافة أداة للتنوير، وجسرًا للحوار والتلاقي بين الشعوب. كما خلّف إرثًا علميًا ومؤسسيًا مهمًا، تمثل في مؤلفاته الرصينة، وفي جهوده المتواصلة للحفاظ على التراث الثقافي للأمة.
وفي الوقت ذاته، فقدت كوسوفا بوفاته صديقًا وفيًا، وداعمًا مخلصًا، كان ينظر إلى استقلالها وتقدمها بوصفهما انتصارًا لقيم الحق والعدالة التي نذر لها حياته العلمية والفكرية.
إن رحيل هذا العالم الجليل يترك فراغًا كبيرًا على المستويين الإنساني والثقافي. ونسأل الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أسرته وذويه ومحبيه وزملاءه وطلبته جميل الصبر وحسن العزاء.
السفير والممثل السابق لكوسوفا لدى بعض الدول العربية
عضو مجمع اللغة العربية – مراسل في مصر
عضو اتحاد الكتاب في كوسوفا ومصر
جمهورية كوسوفا
ديسمبر 2025
الشاعرة المغربية حنان اليسفي تدشن ديوانها الأول نزف الصمت بالقاهرة
كتبت غادة الحسيني من بيروت: صدر حديثًا عن دار اسكرايب للنشر والتوزيع، بالتعاون مع ملتقى الشعراء العرب، ديوان «نزف الصمت...
اقرأ المزيد



















