المصيفي الركابي اسم يضيء في سماء الأدب العراقي والعربي شاعر وقاص حمل معه هموم الوطن إلى المهجر فحوّل الغربة إلى فضاء إبداعي واسع. جمع بين الحداثة الشعرية وروح الشرق والغرب فكتب الشعر الحديث والهايكو والسنريو والتانكا والهايبون وشارك في مؤلفات عالمية وعربية ونال شهادات تقديرية عديدة حتى أصبح اسمه مرجعاً في الدراسات الأكاديمية. إن سيرته الأدبية الغنية تستحق التقدير والثناء وتفتح أبواباً واسعة للحوار الأكاديمي والإنساني معه. ومن هنا كان لمجلة أزهار الحرف معه هذا الحوار الماتع لندخل الى عالمه ونستخرج لألئ إنجازاته ..
1. بدايةً، كيف يعرّف المصيفي الركابي نفسه للقارئ؟ ومن هو الإنسان خلف الشاعر والقاص؟
في البدء شكرا جزيلا لك استاذتنا الفاضلة والشكر موصول إلى إدارة وكادر مجلة ازهار الحرف
اما الإجابة على الشق الأول من سؤالك
المصيفي الركابي قاص وشاعر مغترب من العراق ويعيش في الولايات المتحدة الأمريكية يمارس نشاطه الادبي والثقافي في بلاد المهجر
اما الإجابة على الشق الثاني من سؤالك ، استطيع القول ان الفضل الأول لوالدي رحمه الله حيث اول غرس بي بذرة المعرفة والقراءة والاطلاع منذ الصغر ولازالت تنمو هذه البذرة الكريمة إلى يومنا هذا
2. ما الذي دفعك لاختيار الولايات المتحدة كمهجر لمواصلة نشاطك الأدبي؟
في الحقيقة قد تكون الهجر ة مفروضة لأسباب ما
اما نشاطي الادبي هو من هاجر معي ولايمكن التخلي عنه في اي زمان ومكان.
3. كيف تعيش العلاقة بين الوطن والمهجر في حياتك اليومية وإبداعك؟
اقول صدقا ان الوطن يسكنني ولكن ومن الضروري جدا التعايش والتكيف مع الثقافة المهجرية لتستمر الحياة في الجانب الإبداعي والجوانب الحياتية الاخرى.
4- ما اللحظة التي شعرت فيها أن الأدب أصبح رسالتك التي لا يمكن التخلي عنها؟
اللحظة التي أكتب فيها نصا ادبيا أشعر اني على قيد الحياة
هذه اللحظة التي تشعرني بالسمو الروحي .
5-ماذا تقول للشباب العراقي والعربي الذين يحاولون إثبات أنفسهم في المهجر عبر الأدب والفن؟
والله من خلال تجاربي الطويلة انصح الشاب العربي في المهجر المواكبة والمثابرة على القراءة والاطلاع على ماهو جديد ومفيد لبناء الذات في العلوم الأدبية والفنية والعلوم الاخرى ايضا.
6-كيف استطعت أن توائم بين الشعر العربي الحديث وبين أشكال الشعر الياباني مثل الهايكو والهايبون؟
كما تعلمين سيدتي الفاضلة مذ فتحنا اعيننا وجدنا ان الشعر ديوان العرب كما يقال
وما من ثقافة في هذا العالم تخلو من الشعر
والثقافة بكل انواعها غالبا ما تنتقل بين المجتمعات من خلال الترجمات وانا اتذكر في مطلع الثمانينات من القرن الماضي قد قراءت كتاب قصة الحضارة للكاتب الامريكي المعروف
ول ديورانت وكأن هناك دراسة حول شعر الهايكو والسنريو فتأثرت وصرت مولعا بجمال هذا الجنس الادبي اللطيف فواصلت البحث والتحري عن هذا ومن المسلم به ان تكون نتيجة حسنة في التوائم والتداخل في
بين هذه الثقافات.
7- ما التحديات التي واجهتها في إدخال شعر الهايكو إلى المشهد الأدبي العراقي والعربي؟
شعر الهايكو حاله حال القصة القصيرة جدا والشعر الحر واجه عدم القبول في بداية الامر ولكن فرض نفسه في العقدين الآخرين من القرن الماضي والان يحظى بمساحة كبير في ميادين الأدب العربي
8- ما هي البنية التقليدية لقصيدة الهايكو، وكيف تختلف عن قصيدة الومضة من حيث الشكل والمضمون؟
البيئة التقليدية لقصيدة الهايكو هي الطبيعة المتمثلة في زمن الفصول الأربعة الربيع والصيف والخريف والشتاء
تعتبر قصيدة الهايكو نوعا من التأمل الروحي يخاطب من خلالها شاعر الهايكو مشاهد حسية آنية حول ما يدور حوله
اما الومضة تتميز بكونها قصيرة ومكثفة ترتكر على إيصال فكرة اومشاعر معينة وباسلوب الاستعارة والتشبية والايحاء لاحداث تأثير عاطفي قوي عند القارئ.
9- لماذا ارتبط الهايكو بالطبيعة واللحظة العابرة، بينما تميل الومضة إلى التعبير عن فكرة أو موقف مكثف؟
بما ان قصيدة الهايكو مهدية آنية محددة في الوقت وغالبا ماتستمد هذه اللحظات من جمال الطبيعة أو مايتأثر بالفلسفات اليابانية مثل ـ الزن ـ وهو فرع من فروع البوذية الذي يقدر الهدوء والتأمل في الجمال الطبيعي.
10-كيف ينظر النقاد العرب إلى الهايكو؟ هل يعتبرونه اقتباسًا من الثقافة اليابانية أم إضافة جديدة للشعر العربي؟
اكيد شعر الهايكو ىثقافة يابانية مستوردة أو خيلة قد يتأخر انتشارها في الساحة الأدبية العربية مما ينم عن تأخير فهم ومعرفة هذا الوارد الجديد وبالتالي يفرض قبوله على الشعر العربي وكما نرى الان قد اخذ حينا كبيرا في الساحة الشعرية العربية.
11- ما القيمة التي أضافتها مشاركاتك في موسوعات ومؤلفات عالمية إلى تجربتك الأدبية؟
المشاركات في الإنجازات والمؤلفات العالمية والعربية قيمة معنوية ومعرفية تخرج المشارك من قوقعة المحلية ولاتخلو من الفائدة.
12- كيف انعكست الغربة والعيش في الولايات المتحدة على موضوعات قصصك القصيرة جداً؟
الكاتب القاص أو الشاعر هذه ادواتة التي يسعى إلى تطويرها أينما حل في الغربة أو في وطنه وقد تكون الغربة حافزا اضافيا لاستكمال واستلام صورا أخرى لم يتعود عليها في بيئته الام.
13-ما أهمية أن يُدرَس نتاجك الشعري أكاديمياً كما فعل الباحث ساجد حسين حسن في رسالته للماجسآلام.
اعتقد ان الأدب العربي بصورة عامة يفتقر إلى هكذا بحوث ودراسات لذا تسعى بعض الجامعات ومراكز البحوث لترسيخ فن قصيدة الهايكو لتدريسها ضمن المناهج الدراسية كما معمول بة في امريكا واوربا.
14-كيف تقيّم حضور شعر الهايكو العربي اليوم مقارنةً
ببداياته
الان وكما ذكرت لك شعر الهايكو فرض نفسه وله حضورا واضحا يختلف كثيرا عن بداياتة
15- هل ترى أن القصة القصيرة جداً في الأدب العربي وصلت إلى مرحلة النضج، أم أنها ما زالت في طور االأدبية.
القصة القصيرة جدا اعتقد انها تجاوزت مرحلة التجريب حيث تدرس الان في المدارس والجامعات ضمن المادة الأدبية
16- ما الفارق الجوهري الذي تلمسه بين كتابة الشعر الفصيح التقليدي وكتابة نصوص الهايكو والسنريو؟
كما تعلمين ان الشعر شكل من أشكال التعبير الادبي يتميز بايقاعه وبلاغته ويستخدم الايحاء والمجاز لإيصال المشاعر والأفكار إلى المتلقي
اما نصوص الهايكو والسنريو مشهد يستمد قوته من الطبيعة ولايخلو من العمق الفلسفي وقد يختلف السنريو قليلا عن الهايك وذلك لتلاقي الانسانة مع الطبيعة في قصيدة السنريو
17-قدّمتَ للقارئ عدداً من الدواوين الشعرية مثل “هواجس ثملة” ” أرجوحة القمر” و” فراشات ملونة” وغيرها …فكيف ترى مسيرة دواوينك الشعرية حتى الآن وما هو جديدك الذي تعدّه للقراء في المرحلة المقبلة؟
لدي منجزات مطبوعة في الشعر وفي شعر الهايكو وفي القصة القصيرة جدا
ارى انها مقبولة جدا لدى القارى وكتب عنها الكثير من النقاد والقراء ايضا
اما ما اعده الان للقراء هناك مجموعة قصصية تحت اليد
وايضا بصدد إكمال الجزء الثاني من ديواني المطبوع
ـ نصوص في عيون نون النسوة ـ
وهذان أسعى الى طبعهما على العام القادم ان شاء الله
18-ما رأيك بالملتقيات الثقافية العربية ودورها في دعم الشعر والشعراء؟وكما نود معرفة رأيكم بملتقى الشعراء العرب الذي يترأسه الأديب ناصر رمضان عبد الحميدوالدور الذي يقوم به في خدمة الأدب والشعر العربي.؟
في الحقيقة الملتقيات الثقافية العربية منها الغث ومنها السمين
اما ملتقى الشعراء العرب الذي يترأسه الأديب ناصر رمضان عبد الحميد ارى انه صرح أدبي رصين لاغنى عنه يديرة اديب متمكن يمتلك أدواته الأدبية والمعرفة بجدارة
حاورته من الولايات المتحدة الأمريكية
الشاعرة ليلى بيز المشغرية
عضو ملتقى الشعراء العرب
محررة في مجلة أزهار الحرف
.


















