،الفنانة التشكيلية والمصورة الفوتوغرافية المغربية لطيفة بايص، مبدعة من مدينة تطوان الساحرة مدينة شمال المملكة المغربية، أرض الحمامة البيضاء رمز السلام، مدينة الفنون والطرب وكبار الفنانيين العالميين كاحمد بن يسف المشهور عالميا والمعروف بتوقيعه على أعماله الفنية بالحمامة.
هي مبدعة متقاعدة، من أصول اندلسية ,كرست جزءا كبيرا من وقتها و شغفها للفن.بدات علاقتها بالفن منذ الطفولة حيث استعملت الألوان المائية في الرسم على الورق، وابدعت وانجزت عدة أعمال فنية تنبض بالحوية والحياة وتحمل رسائل العشق للطبيعة والجبال والوديان والمياه المتدفقة في الغدير، لقد حاكت الطبيعة بكل معانيها و تفصيلها والجبال والسهول والرمال والسماء والماء و طيور النوارس والحمام تارة بالألوان وتارة آخرى عبر الة التصوير الفوتوغرافي او بالهاتف المحمول، لقد التقطت عدة صور تستحق كل التنويه و المشاهدة، انها مبدعة تحاكي الطبيعة وكل شيء ،تابعت دراستها بكلية الآداب وحصلت على الإجازة في التاريخ و الجغرافيا ،ثم عملت بالكتلة المستقلة الماء و الكهرباء بتطوان الى ان حصلت على تقاعدها سنة 2023
ظل شغفها بالرسم كامنا بداخلها حتى تفرغت له بشكل كامل خلال العامين الاخيرين ،ابتداء من سنة 2023 إلى غاية 2025، سنتان من الإبداع والعطاء في الرسم كما في فن التصوير الفوتوغرافي، انها تحب الطبيعة حتى الجنون لذلك استلهمت منها كل الأسرار ومعاني الوجود، و طورت أسلوبها الفني و البصري والابداعي وسعت مداركه التعبيرية.
شاركت لاول مرة في معرض مكناس للفنون الشعبيه حيث بدات خطواتها الأولى نحو تقديم تجربتها التشكيلية للجمهور والمتلقي المغربي .
كما شاركت في المهرجان الدولي للفن التشكيلي بمدينتي تطوان في شتنبر 2025
و شاركت في الفترة الممتدة ما بين20 و30 شتنبر 2025 بفعاليات المعرض الجماعي بتطوان تحت عنوان ـ خريف ابيض في نسخته الثانية. وهي أيضا فنانة مواكبة للفن التشكيلي المغربي المعاصر وزيارة قاعة المعارض آخرها قاعة متحف الودية يوم الثلاثاء 23 دجنبر 2025
من هنا شاءت الاقدار السماوية، ان اتعرف عليها عن طريق الصدفة، وأن اكتشف بموهبتها و حلتها مع الرسم ومع التصوير الفوتوغرافي.
وكان لمجلة ازهار الحرف معها هذا اللقاء الذي يكشف ولأول مرة موهبة غنية عن التعريف مساره قصير ولكن عطاؤها غزير.
حاورها من المغرب محمد زوهر
١ ) في البداية من هي الفنانة التشكيلية والمصورة الفوتوغرافية لطيفة بايص… ؟
ج) : لطيفة بايص من مواليد مدينة تطوان،كنت الفتاة المدللة لابويها وسط ثلاث إخوتي ترعرعت وسط الورود و الازهار التي كان ابي يزرعها و يهتم بها بلطف وعناية وكانت كل شيء بالنسبة له، من هنا كان سر اهتمامي بها والطبيعة و جمالها الساحر، سبحان الله الذي سخر لنا هذا، كانت دافعا قويا واستلهاما لبداية رسوماتي الأولى .لاحظ ابي اهتمامي بالرسم و الالوان و بدا يشتري لي مستلزماته من اوراق و دفاتر الرسم و شجعني كثيرا على الإستمرارية في هذا المضمار بكل الوسائل
٢) لماذا اخترت في كليلة الآداب تخصص مادة التاريخ والجغرافيا… ؟ ولماذا لم تتخصصين في مجال الفنون… ؟
ج) :اخترت مادة التاريخ و الجغرافيا لان هذه المواد حيوية التاريخ يربطنا بالماضي و الجغرافيا بالحاضر و المستقبل و الجغرافيا تشدني الى رسم الخرائط و المنحنيات و كذلك كل ما يتعلق بالطبيعة سواء المناخ و الغطاء النباتي و الجبال و الصخور و البحار و ما الى ذلك كذلك كنت احب الخرجات الميدانية والمناطق التي تحيط بمدينتي
اخترت مادة التاريخ و الجغرافيا لان هذه المواد حيوية التاريخ يربطنا بالماضي و الجغرافيا بالحاضر و المستقبل و الجغرافيا تشدني الى رسم الخرائط و المنحنيات و كذلك كل ما يتعلق بالطبيعة سواء المناخ و الغطاء النباتي و الجبال و الصخور و البحار و ما الى ذلك كذلك كنت احب الخرجات الميدانية والمناطق التي تحيط بمدينتي
٣)انت اشتغلت كموظفة هل كنت تهتمين خلال هذه الفترة بالرسم والتصوير الفوتوغرافي… ؟
ج) : كانت لي وظيفتين لذلك توقفت عن الرسم و تفرغت للعمل في هذه المرحلة، وكنت أنظم رحلات سياحية واستكشافية للموظفين الذين يربطوني معهم العمل والود ، وهكذا بدات رحلتي مع التصوير الفوتوغرافي و التقاط المشاهد المثيرة من الطبيعة الساحرة والصور التي كانت تثير مشاعري،وغالبا ما كنت اخرج في العطل الأسبوعية الى المنتزهات الطبيعية في للمناطق و المدن القريبة من مدينتي التي تطل على البحر الأبيض المتوسط وهي قريبة من العديد من المنتزهات الطبيعية الجميلة والخلابة المشكلة من غابات و أشجار كثيفة و حقول الفلاحين و وديان وجداول
و مجاري مائية اكلوجية غنية بالأسماك تجلب الطيور والعصافير و بحيرات تجلب الصيادين.
٤) ماهو السر في حبك للطبيعة ونقلها بالرسم والألوان او بالعدسة … ؟
ج) : السر يكمن في أبي الذي كان بستانيا مهارا، يزرع مختلف أصناف الورود بمختلف الالوان والأشكال، وكان يعتني بها كثيرا ،وفتحت عيناي على هذه الجنة المتناغمة، وبدأت أشعر أن الطبيعة جزء لا ينفصل عني.
٥) تحدثي لنا عن أعمالك الفنية التي رسمتها بالصباغة المائية… ؟ ماهي المواضيع التي كنت تشتغلين عليها… ؟
ج): جل اعمالي كانت تحاكي الطبيعة، لان في صغري وانا في رعيان طفولتي كنت احب الرسم كثيرا وهكذا رسمت الورود والفراشات المزكرشة بالألوان العنكبوتية الساحرة ، التي كانت تستهويني بجمالها الساحر والتي كانت تطوف فوق الازهار ، كما بدأت أطور من اعمالي الفنية عن طريق البستان الذي كان أبي يشرف عليه ، وكنت ارسم أيضا الطيور ، و بدأت اطور من اعمالي الفنية عن طريق تقليد الورود ومحاكتها بكل تفاصيلها الدقيقة خاصة تلك التي اجدها في البطاقات البريدية و الكتب و المجلات ،و كانت أعمالي ابدعاتي في غاية الجمال و الإتقان لا من ناحية الالوان او الاشكال فحسب بل من حيث الضوء والظل.
٦) لقد نظمت أول معرض لك كيف كان شعورك… ؟ وكيف كان رد فعل المتلقي… ؟
ج) : كان شعورا وحلما يبدو أنه تحقق بهذا المعرض الجماعي، الذي منحني التقة بالنفس، خاصة إلى جانب فنانين مغاربة مروقين ومتميزين تناول مواضع مختلف تجسد روح الهوية المغربية، مشاركتي كانتمحدودة للغاية فأنا لم أنظم بعد معرضًا فرديًا لأعمال الفنية، في انتظار اتخاذ قراري في هذا الشأن مستقبلا انشاء الله، فالطريق مازال طويلا وشاقا احيانا.
٧) لقد بدأت رحلتك الحقيقية مع الفن والابداع منذ سنة 2023 تحدثي لنا عن هذه الفترة… ؟ وعن المعارض التي نظمتها وماذا اظافت إلى تجربتك الفنية … ؟
ج) : انها فترة مميزة تحررت فيها إلى اكتشاف الذات في مجال الصباغة والألوان والإبداع ،انها رحلتي التي اخطرتها و تمنيت أن امشي فيها إلى عالم الأوان،وهكذا واكبت التمارين والدروس في تقنيات أسرار الصباغة وتقنيات مزج الألوان بصباغة الاكريليك والصباغة الزيتية، وفي المعارض كانت أعمالي الفنية تنال إعجاب المتلقي،لان اعمالي كنت افرغ فيها كل طاقتي.
٨) ماهي العلاقة التي تربط مع الفنان التشكيلي العالمي أحمد بن يسف… ؟ وكيف تعرفتين عليه… ؟
ج) : الفنان التشكيلي العالمي أحمد بن يسف فنان متميز ترك بصمة قوية في تاريخ الفن المعاصر المغربي والعالمي، وكان شرفا عضيما ان التقيت به خلال آخر معرض نظمه لجديد أعماله الفنية في مركز الفن الحديث في مدينة تطوان في نفس السنة الجارية 2025 ، انا جد معجبة أعماله الفنية الرائعة الخالدة، ان لوحاتها تشدك إليها بقوة، كان يوما رائعا حقا لاني التقط صورة تذكارية معه ومع زوجته التي كانت ترافقه.
٩) كيف بدأت علاقتك بالتصوير الفوتوغرافي…؟ وهل نظمت معرضًا فوتوغرافيا لاعمالك الفنية…؟
ج) : علاقتي بالتصوير الفوتوغرافي بدات مشاركتي مع مجموعات الفايسبوك التي تخص الزراعة و النباتات و كذلك الطبيعة
كنت أتقاسم معهم عدة صور تخص الطبيعه و الأماكن الخلابة و النباتات و الورود التي اعتني بها كثيرا، كانت بدايتي بالتصوير الفوتوغرافي تقترن بالرحلات و الخرجات الجماعية و تتقاسمها مع الاصدقاء و الصديقات و المجموعات عبر الفايس.
١٠) من علمك مزج الألوان… ؟
ج) : تعلمت مزج الالوان بالتجربة و الموهبة منذ الطفولة و لم يعلمني احد.اثناء دراستي الأولية لم يكن الرسم يدرج ضمن البرامج التربوية او يدرج كمادة يخصص لها استاذ يعلمنا، توصلت إلى تقنية الخلط عن طريق البحث مجهودي الفردي.
١١) انت غالبا ما تزورين المعارض، آخرها زيارتك لمعرض متحف الوداية في الرباط يوم ٢٣ دجنبر 2025 ،ماهي قراءتك لهذا المعرض…؟ وماهي الرسالة الفنية التي يحملها… ؟
ج)؛ الموضوع يتمحور حول المرأة و هو عباره عن بورتريهات متباينة الاشكال و الالوان بلمسات جميلة و مختلفة و متعددة الوجوه و التعابير و استعملت الرسم التجريدي للتعبير عن احاسيس و مشاعر المرأة .
١٢) لقد قمت بعدة رحلات سياحية خارج أرض الوطن ما هي الدول التي قمت زيارتها… ؟ هل انت محبة للسفر.. ؟
ج)؛ نعم احب السفر كثيرا، لقد قمت بزيارات لعدة دول خارج ارض المغرب منها اسبانيا و هولاندا و بلجيكا و البرتغال و إيطاليا و تركيا.
١٣) أثناء رحلاتك، هل كنت تزورين المتاحف… ؟ ماذا تعني بالنسبة لك… ؟
ج)؛ رحلاتي للدول الاوربية كانت ثقافية و استجمامية ممتعة تتخللها زيارة الكنائس التي لعبت في العصور الوسطى دورا رائدا في السياسة و الدين و تحولت الى متاحف تعج باللوحات الفنية التي تزين الجدران و الاسقف التي رسمها افضل الفنانين الفنان العالمي ميشل انج ورفييل، وغيرهم في تلك العصور و كذلك المنحوتات و المجسمات التي تبرز اهم الشخصيات الدينية من الباباوات و القسيسين و لا زلت احتفظ ببعض الصور و الفيديوهات منها لحد الان
١٤ ) مارأيك بالملتقيات الفنية و الأدبية لاسيما ملتقى الشعراء العرب ومجلة ازهار الحرف ورئيس تحريرهما الأديب والناقد والشاعر ناصر رمضان عبد الحميد….؟
ج) : ملتقى الشعراء العرب ومجلة ازهار الحرف المصرية اللتان يرأسهما سفير الأدب ودبلوماسي الثقافة العربية المصرية، الأديب والناقد والشاعر الكبير ناصر رمضان عبد الحميد ،الذي دعم ومازال يدعم كل الأجناس الأدبية عن طريق ملتقى الشعراء العرب ومجلة ازهار الحرف ،انها منابر متميزة، كل الشكر والتقدير والاحترام للطاقم الصاهر على هذه الفضاءات التي توصل أصوات المبدعين العرب.
١٥) ماذا يعني لك المعرض الذي تشاركين في فعالياته بمراكش مدينة التراث بقاعة مدينة ارتاج من 02 إلى غاية 04 لشهر يناير لسنة 2026 … ؟
ج) : انا سعيدة بمشاركتي في المعرض الجماعي بمراكش و الذي يتزامن مع رأس السنة الجديدة 2026 وهي مناسبة لالتقائي بالفنانين التشكيليين من مختلف المدن المغربية.
١٦) أخيرا ماهو الحلم الذي لايزال يسكنك كفنانة تشكيلية وكمصورة فوتوغرافية و تتمنين تحقيقه… ؟ وكيف تحبين ان يتذكرك الوسط الفني المغربي والدولي والمتلقي… ؟
ج) : انا احلام سعيدة حقا اعيش على ضوئها، واسعى إلى تحقيقها عن المثابرة والجهد، ففن التصوير الفوتوغرافي متعة حيث انت َمجر على التقاط الصورة وتوثيق اللحظة عبر الزمكان، والفن التشكيلي هو رسم وتركيب ومحاكت اليومي المعاش والطبيعة الساحرة، واحب ان يتذكرني المتلقي والوسط الفني من خلال ابدعاتي الفنية.
حاورها من المغرب محمد زوهر
