وكنت أستند في عشقي لها أني كنت من النوادر الذين يعون كنه وجهها الجميل؛ لكني لم أكن من أنصار إخفاء الوجه، وإبداء الكفين، فإن فلسفتي بنيت علىٰ الإستقامة التامة أما أن تتخفىٰ جميعها أو تبدي ما يُبدىٰ.
ولم يخرج من ذهني أبدًا ملامح الكفين، فلكم كنت أتأملهما كالوجه أو أشد تأملًا، فهذا ما يظهر منها عادةً، وكنت أخشىٰ من الفراق، فأنسىٰ ملامحها، فكانت يداها عندي مقدستان.
مرت أيامٍ طوالٍ علمت خلالها بزواجها، فأصابتني الصدمة المعتادة التي ألفها شباب مجتمعنا؛ لكن ما أهمني أن أسأل فيه .. هل نالت قسطًا جيدًا من السعادة مع هذا الوغد؟!
لم يجبني أحدًا أبدًا، وحين رأيتها انتظرت أن أسمع منها الإجابة، فلم تجبني هي الأخرىٰ بلسانها بينما كشفت عن يديها، فعلمت من تجاعيد كفها، وتشقق ويبوسة جلدها الحال التي هي فيه.
فامتزجت نفسي بين الحزن والسعادة، فحزني أنها صارت لهذا الحال، وسعادتي حسبي أن عهدي كانت ذات بشرةٍ ناضرةٍ يشار إليها بالبنان، ويغنيا كفيها عن السعي لرؤية وجهها، فالذي بدىٰ عظيمًا، والقاعدة: ما خفي كان أعظم. انتهىٰ



















