رقم الموت
عندما رنّ الهاتفُ ارتعش الليل
الذي كان غارقا في شرابهْ
ليلـُه كان يحتسي قهوة التيه
التي اعتادها بكوب شبابه
قَدَحٌ ثـَمّ في الفراش قديم ٌ
صادئ والشروخ في أعصابه
والتجاعيد تثقب الوقت والنرجيل
تعـوي والجـدب في أهدابه
والدّخَان .. الدّخَان يعلو ويتلو
ِسفـْره المُلـْتوي على أبوابه
غرفة النزف بالرماد توارت
والخطى ساخت في عميق سرابه
عندما رنّ الهاتف ارتعش الليل
الذي كان غارقا في ضبابه
قام يعدو إليه : مَنْ هذه السا
عة صاح ٍ ؟ مَنْ شَدّهُ مِن غيابه؟
سمّرَتـْهُ في حائط الصمت عَيْنا
رقم ٍ سال فجأة في لعابه
رقم الموت ! .. جاءه من بعيد
ليس يدري يرُدُّ ؟ أم ماذا به؟
أطـْـفأ النار.. لملَم العفش .. أصغى
وبكى ثـُم داس سرب ذبابه
وتوالت عليه أشباح ُ ماض ٍ
تخنُق الليل , كُلـُّـها من كتابه
قَفـَـزَتْ من نوافذ الغيب .. أقـْعَتْ
تشتهي الموت في نقوش ثيابه
تلعق الخوف في مداه ويسري
ِريقها في حشاه .. في أخشابه
والرَّحَى دارت في رؤى رأسه في
رَدهة الصمت .. في كـَرَى أعتابه
كل شيء ! و لاتَ حين مناص ٍ
ليس إلا أن يرتمي لذئابه
أَمْسَـكَ الهاتف اللعين وأحنى
رأسه واســتـلـذ لـثـْــم ترابه
أَسْـلمَ الرُّوح في يديه وأدَّى
رقـْصة َ الموت في سلاسل غابه
لم يكن موتا ! كان شيئا سواه
كان خوفا من ذكريات عذابه
فعلى الجانب المقابل من ها
تفه كان موته غير آبـه
عاد أَدْرَاجَه .. انتشى وتلهى
وتمطى عند ارتداء إهابه
لم يكن موتا فاستراح وأغفى
لم يكن في قاموسه وحسابه
ياسر أنور
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي