كتب من القاهرة :
ناصر رمضان عبد الحميد
كتاب” التقارب بين السنة والشيعة ضرورة إسلاميّة أسّس لها النجف الأشرف والأزهر الشريف”.
عن دار نشر
المحجة البيضاء
صدر بتاريخ ٢٠١٦/١٢/١٢
للكتابة اللبنانية :
زينب الجانودي
عرضتُ في الكتاب أساسيّات الدين الإسلامي التي يتّفق عليها السنة والشيعة ولا يختلفان فيها، وبعض القضايا الفكريّة والفقهيّة والعقائديّة التي تبيّن أنّ المذهبيْن هما من مدرسة واحدة وتطرّقت لفضل أهل البيت عند السنة، ورفض كبار علماء الشيعة وتحريمهم شتم الصحابة…
والمهمّ في كتابها أنّها أظهرتُ التواصل بين المدرستيْن ( النجف والأزهر) والفتوى التي أصدرها صاحب الفضيلة الأستاذ الأكبر محمود شلتوت في شأن جواز التعبّد بمذهب الشيعة، وأوردتُ نصّ برقية الشيخ شلتوت إلى المرجع الأعلى آية الله العظمى السيد محسن الحكيم، ونصّ جواب السيّد محسن الحكيم للشيخ محمود شلتوت، ثمّ موقف السيد محسن الحكيم من إعدام سيّد قطب، وتألُّم العلماء الشيعة لوفاة الشيخ شلتوت، وقد حصلتُ على نسخ المراسلات من مركز الوثائق في النجف الأشرف التي لم تكن بعد في وقتها معلنة أومنشورة.
والنتيجة الأهم التي يجب أن نصل إليها هي أنّ المذاهب الإسلاميّة في واقعها متقاربة وذلك لوحدة مرجعيتها، ولاشتراكها في الأصول، فالتباعد الحاصل هو بين أبنائها وأتباعها، وليس بين المذاهب كمدارس وتوجهات، لانّ من أهم أسبابها المذهبيّة السياسيّة، فعندما يتقاتل الأخوة، وييتناحرون في مابينهم، وعندما يخفت صوت الاعتدال والوسطيّة، و ننشغل ببعضنا البعض، ويصبح الصّراع بيننا هو القاعدة السائدة اليوم، وأهم الأولويات أن نتغلّب على بعضنا البعض، حتى غدت الموادعة مع العدو الحقيقي هي الحكمة، لذلك وفي خضم هذا الواقع المظلم أردت أن أوقد شمعة، وأن أصرخ بصوت فيه بعض العلوّ ليسمعني من حولي، (إنّنا أخوة) ، والدّعوة الإصلاحية والحثّ على الوحدة موجودة في النصوص القرآنية، فتراحم المسلمون وعدم تفرّقهم هما تحقيق للوعد الإلهي وبهما يحصل للمسلمين القوة والعزّة، فهدفي من ذلك محاولة مني للتّقريب بين المذهبين للوصول إلى الوحدة القائمة على الأسس الراسخة التي يحتاجها المسلمون، فالتّقريب بين مذاهب المسلمين واجب شرعي وأخلاقي وإنساني، لأنّه خير الأعمال، وضرورة حتمية للتخفيف من حدّة الاختلاف وتضييقه إلى الحدود الممكنة، لأنّه إذا اختفت الأصوات الوسطيّة والمعتدلة والتي هي موجودة والحمد لله عند أبناء المذهبين هنا تكمن الكارثة، وسيبقى الصوت المتطرّف يغرّد وحده بالسّاحات.
وهذا العمل إذا كان بنية صادقة وصافية ومن القلب يجعلك سعيدا جدا، ويجعلك أقرب للدين وللنبي محمد صلّى الله عليه وسلّم، والحمد لله فبإعانة ربانيّة، وعزيمة قويّة منبثقة من نيّة صادقة، هدفها إنسانيّ وأخلاقيّ، نجح الكتاب نجاحا لم أكن أتوقعّه وذلك حثّني ذلك على الاستمرار بنشر ثقافة الاعتدال والوسطيّة والتعايش وقبول الآخر بين كلّ الأديان،وذلك من خلال الكتابة والبحوث والنشاطات.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي