(رِقّةٌ وشراسة)
تَحَدَّثَ الناسُ عن شراستها
ورِقَّةُ الفجر لا تضاهيها
قد حَجَّبَتْها ستائرُ انسدلتْ
مِن قسوة الماكرين تحميها
عن صمتها قيل كِبْرُ واثقةٍ
وليس يدرون ما انطوى فيها
إن ينْزل القطر من مدامعها
يبتلّ قلبي أسى بواديها
أسيفةُ القلب من عذوبتها
يُسْتَخْلَصُ الشعر من مآقيها
كم طارقٍ فوق باب وحدتها
رَدَّتْهُ لا قسوةً ولا تيها
لا تعرف التِّيهَ روحٌ ارتفعتْ
وسَبَّح النور في مراقيها
لكنها شفرةٌ إذا سطعتْ
في الروح لبت نداء داعيها
نظارة الروح لا يضللها
سترٌ بمرمى العيون يُغْشيها
وحدي أنا قد دخلت واحتها
أستنشق العطر من روابيها
وحدي أنا قد سريتُ في دمها
وغاصت الروح في مآسيها
لما أماطت لثام خافقها
لي فانجلى الستر عن لآليها
لما أسالت حنانَها ليدِي
من دونهم فانجلت معانيها
يا ليتني ساكنٌ بها أبدًا
وحارس العطر في مراعيها
يا ليتني بهجةٌ بأضلعها
تمحو ركام الأسى بماضيها ****************
منتصر ثروت القاضي
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي