فتيحة بجاج السباعي
لا شيء على سابق عهده
لا شيء هنا على سابق عهده.
في زمن الخوف،
حين انسكبت حبات النار
على الكون الهادئ.
كان الأطفال نياما،
النساء ينسجن مهد الأنغام،
الرجال مع الرجال في حديث وانسجام
والصبايا على الأسطح يفككن خبال الأحلام.
فجأة،
جال القمع ومُنِع الكلام،
أطلق الباطل عنانه، وأُعْدِم السلام،
اُقْتُلِعْنا من الطين والإسمنت ودُسِّسْنا في الخيام.
كانت للبيوت سقوف، ونوافد، وأبواب، وأدرع أمان.
بغثة، ساد الشتات والكل مضى في خبر كان.
عتى البرد، والجوع، والسخط، والهوان.
لا دواء يصمت الوجع… لا ماء يمحو العطش، ولا طعام.
خامدون في دفء الخيبة، والبؤس، والآلام.
لا شيء هنا على سابق عهده.
نستفيق، يكون موعد النجاة فات.
الصمود تراخى، وهاجت الآفات.
من يرجع الحال إلى حاله؟
كل شيء تنكر لمعانيه.
الأحياء غائبون خارج الزمن،
الموتى عراة يرفضون لون الكفن،
المقابر رشحت نفسها وطن،
شواهد الأجداث رايات، والشعارات محن.
العفة غيبها الذل والكرامة بلا ثمن.
لا شيء هنا على سابق عهده،
فقط بحة إنذار الصافرات.
خافت صوت الحق، باهت لون الحريات.
خَجَلٌ صَرْخَةُ العزائم، وتَردُّدٌ صَخَبُ القرارات،
الليل سرمدي ابتلع كل الإضاءات.
المسافات نَابَها هبَلُ المنعطفات.
والأبواب أجهضت أقفالها وطرحت السُدَّادات.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي