سندريلا والسيجارة الأخيرة
لم تشعل ساندريلا سيجارتها الأخيرة إلا وقد جن الليل ودقت ساعة العودة. نسيت سيجارتها تحترق والدخان يتصاعد كضباب يغشي عيون المتطفلين والحاسدين.
لململت عشقها الذي راقصها على غصن براعم لم تزهر بعد، وبيديها الناعمتين الملمس حضنت قلبها الذي تعلق بدقات عقارب ساعة شارفت على منتصف الليل. ما بقي الا روحها التي سلبتها فراشات الليل دون أن تدري.
خافت من أن يعرف طريقها الفارس الولهان، نادت عصافيرها. حملوها على أجنحتهم وطاروا بها، جمعوا الحصى وحبات القمح لإيهام قلب المحبوب أنه ضل درب الهوى…
ظلّت طوال الليل تفتش عن سبات في مقلتيها، لكن العين لا تنام وقد فارقت روحها. أصابها الارق، والجو خانق، وهي لا تعرف هل تشعل سراج قلب محطم أو تطفئ نار فؤاد متوهج؟ هل تمسح بثيابها الممزقة سحر ليلة مضت أو تحيي بدمعتها امل غد مشرق؟
لكن ما لا تعرفه ساندريلا أن الروح لا تضل عن حبيبها، فإذا جن الصبح سيأتي إليها، سيتعقب آثارها، سيتحسس انفاسها، يتلمس أشجانها ليطفئوا معا…
السيجارة الأخيرة.
منى دوغان جمال الدين
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي