شيّدت عرشي في قصيدتي
1
حاملا شعلة الحزن .. أجر ظلّي خلفي
فاحضني دمي
أشتهي أن اقسم العالم معك
2
ليس للشهوة أجنحة …
اسكبي الوجع الشهي في عروقي
الشمس التي تشرق من شفتيك تحرق الهواء بين أضلعي
3
تطلّ حبيبتي كغزال بري
تسلبني في وضح النهار نبوءتي
تعبث بأزهار الروح وترقص حول جرحي
4
الكون حزين مثلي تماما
حاملا جبلا باردا وغيوما فوق كتفي
وحيدا أتجول في تخوم المجرة ..
أبحث عن إله غريب مثلي.. يوقظ الفجر النائم بين جفون حبيبتي .. يضيء عتمة الأحلام بداخلي
5
يخرج الشاعر المنفي بداخلي .. يجلس في حدائق أحزاني الباردة.. يرسم في الأفق المحترق البعيد نجمة خضراء
يطلق عصافير الحلم .. يمدّد كل الرؤى
يعيد هندسة الألوان
يؤاخي الماء والنار
……………………………
يمكنني تذكر شكل غربتي.. لساني من شمع ولغتي تحرقني
لغتي ليست غابة صفراء
يمكنني الآن اصطحاب النوارس في رحلة بحرية
يمكنني الآن احتضان أوجاع الكون بداخلي
لساني من شمع ولغتي تحرقني
مرحى لفتوتي أنا المنفي في جسدي .. أطلق فراشات الحب للنار
أطوع عناصر الخلق لشرائعي
المجد لي .. مازلت أعتّّق الشعر والعشق حتى تجلّى اله الجنون لي
( ما زلت مولعا بالأنوار حتى تجلت لي الأنوار)
أكاد اشتعل من العشق .. أنا ظل إله شيدت عرشي في قصيدتي
القصيدة قمر أحمر يبحر في دمي
يجئ الشعر من أقاصي الوجع ملتحفا هالة من بياض
يطوقني كأفعى صفراء حالمة بالرقص
يبللني بمطر خرافي دافئ
آه … أيتها القصيدة
يا قمري الأحمر الذي يبحر في دمي
يا قيثارتي التي ينتحب الفجر على أوتارها وتحترق الثلوج على راحتيها
كم اقتحمت أسوار مجرتك عاشقا و نسيت أن الحب في الريح وجع
كم نثرت أشلائي على أسوار مدائنك
هكذا أنا … إذا مر نجم خاطف اشتهي أن أكون اله ليدور في ملكوتي
هكذا أنا … إذا عشقت امرأة احتاج ألف سنة ضوئية لتفهم لغتي
آه .. أيتها القصيدة
اشتهي أن أرمي بحلمي زورقا وازرع بعينيّ شجرة لوز باكية
هكذا أنا…
كلما ذكرت حبيبتي صرت فراشة تحترق بشهبها
كلما أطلقت حمامتي أطلق قناص رصاصة فأغرقني في دمائها
أشعلت جسدي وحين انتفضت من رمادي أضعت الطريق الى نهديها
فكيف لي أن أذيب الثلوج لأكون إعصارا داميا
فلا المدائن تأويني ولا المنافي
( لا نبيذي نبيذهم
لا هواي هواهم)
ولا لغتي لغتهم
وحيدا كغيمة شاردة في السماء
صوتي غابة موحشة ونجومي حزينة باردة
الضوء منكسر في يدي والبلابل الجريحة تهجر لغتي
آه … أيتها القصيدة
ضمّني تحت رداءك الأبيض كنجمة بيضاء عاشقة
دعيني ازرع في محرابك أحلامي شجرا للمكتئبين أمثالي
دعيني اغرس على كفيك نخيلا كي أشيّد وطنا للغرباء إخوتي
( كيف لي أن أظل بلا زمن يحتويني )
كيف لي أن أظل بلا فرس ووردة وأنثى تعطر ثوبي
آه … أيتها القصيدة
فتحت صدري للرياح كي تأوي الغيوم إلى عرشي
أطلقت في دمي طيورا من الفضة كي تكبر رغبة القتل عند صالبي
كم مشيت على الجمر في شوارعك ودست في وضح النهار أشلائي
كم حلمت بمنابع العسل في نهديك …
ضمني يفني الجسد ويحل الله في جبتي …
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي