مزاج
مَزَاجِي أَنْ أكُونَ كَمَا رَأَنِي
أَبِي يَومَاً هُنَالِكَ فِي الهَجِيْرِ
عَلى غَنَمِي أَهُشُ إذَا تَنَاءَتْ
وَأَنْعَمُ فِي الشَّهِيقِ وَفِي الزَّفِيرِ !!
وَأَغْفَو حِيْنَمَا تَغْفَو شِيَاهِي
وَأَشْرَبُ حِينَ أَعْطَشُ مِنْ غَدِيرِي
وَحِينَ أَجُوعُ اكلُ بَعضَ تَمْرٍ
مِنَ الجَيبِ المُعَبَّأُ بِالتُّمُورِ !
أَنَامُ عَلى سَرِيرِ العُشْبِ حُرَّاً
أمِيراً بل وَأَسعدُ مِنْ أَمِيرِ !!
وانظر في السماء وليس إلا
طيورٌ جانحات للطيورِ !
يُدَغْدِغُنِي النَّسِيمُ بكل رفقٍ
ويوقظُنِي بكفٍ من حريرِ
وليس سوى حياةِ الريف كَنْزِي
بها يَسعى الفقيرُ الى الفقيرِ
فلا صخبٌ هُنَاكَ ولا نِفَاقٌ
ولا بشرٌ كأكْيَاسِ الشَّعِيرِ !!
ولا هذا يمزقُ عِرضَ هذا
ولا السكينُ تَحفرُ في الظُّهُورِ!!
ولا جَوْرُ الصديقِ على صديقٍ
ولا طعنُ “الفرزدق” في “جَريرِ”!!
أعيدوني إلى شجر الاماني
إلى زمن النقاء إلى جُذُوري
إلى أمي إلى خفقاتِ قلبٍ
إذا التقتِ الغَرِيْرَةُ بالغريرِ!!
إلى حيث الوجوه كما المرايا
إلى الملكات ربات الخدور
لِأَكْتُبَكُمْ عَلَى حَدَقَاتِ شَمْسِي
وُأَزْرَعَكُمْ ضَمِيرَاً في ضَمِيرِي
محمود مفلح
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي