ذاب ملح القَوام .
حرقة أنين تخدش أجنّة أحلام تتخبّط ليالي ليلاء غربتها
في قبضة المنايا عصافير الحياة تنهش جلود جورها العتيد تنتفُ أرياشها تجدّد ذاتها لتحرّر زقزقات مكظومة التهاليل زفراتٌ تتوق للسّمو والتّحليق بقايا من رذاذ ضئيل يجفّ في حلق الأغنيات لا موّال يصدح ولا متيّم طربًا يسكر ذاب ملح القَوام تشقّق كرز الأمنيات يُفرغ نوافير الهامات من طاقاتها الخصبة تعلّق خراطيمها على شفير الخيبات ، تعيس زهر القلوب ينضح فوق ضريح الشّوق ثملان عينه على عناقيد الروح ضرعها يباب أمحل خمر دواليها فغدت كرمات الخير قفار ، رؤوس مسندة إلى جدر أوهام تلسعها شمس الغياب غياب القيم والمثل والجمال تشتعل في قرارتها ثورة جامحة تعزف على أوتار عمودها الفقري نشيج السراب المقفر عند مجراه يسيل دم الحنين لماضٍ جميل يندف غليل شغفه ورجوات تسمع دويّ قطار ترتقب الصفير على باب القلوب
تواكبها مصابيح شاخ نورها في رمق فتيل شارف على الإهتراء وبساط سندسيّ الشحوب في ثناياه الخاوية تكمن علّة العلل تفعل فعل السّمّ في العليل تثلج أطراف أنامل الأمل بانتظار النّفخة الإلهيّة في روح الأمنيات تعيد دورة الحياة .
جميلة مزرعاني
لبنان / الجنوب
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي