بالأمس كنتَ الملاذ .
شائكٌ درب الهوى ..
أوّله ولَه ..
آخره خصام ..
لا هجرَ جميل ..
ولا بيان في حسن وئام ..
بئس عقبى الختام ..
بالأمس أنت الملاك ..
سوسنةٌ في جنائن الخيال ..
الحلم الجميل ..
يزهو مع براعم الهُيام ..
قلبكَ كان المرتجى ..
وروحك الملاذ ..
يمتدُّ لك الفؤاد جسرًا من ذهب ..
يحملك على أجفان النّبض ..
يتدحرج في ملعب العشق ..
كرات شذى وطيب ..
لخاطرك يرخص الغالي والنّفيس ..
حتّى لبن العصافير ..
رهنٌ للطلب ..
إلى أن يأتي اليقين ..
في جعبته ما ليس بالحسبان ..
يفصحُ البوح ..
لا إكراه في الوداد ..
فإذا الذي كان المتيّم ..
العاشق الولهان ..
يناغيك بخلقٍ غضّ كأرقّ برعم ..
مقفل بوجهك الأبواب ..
فلا أخ سندٌ تصلح ..
ولا صديقًا وفيًّا تنفع ..
فيقتصّ منك ..
كما الذّئب من الغنم ..
يكبّلك بجنازير الغضب ..
يسلخك كما تسلخ جلود الأنعام ..
حتى الدّرب المفروشة بالورد ..
تغدو حقل ألغام ..
لا قلب يرحم ..
ولا لسان يصفح ..
سوى أنّك في قفص الإتّهام ..
والحكم عليك مبرم ..
ما عدتَ ذاك المعشوق الأمثل ..
ما أنت إلّا سحابة دكناء ..
في عبور أكتع ..
أو قنبلة موقوتة تشظّت حقدًا ..
في ليل أسود ..
ونمارق العطر ! ..
وما فات لأجلك من طيب الكلم ! ..
يستحيل حبرًا تحت المطر ..
جميلة مزرعاني
لبنان / الجنوب
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي